المنافسة في قطاع الاتصالات و أثرها على إنتشار الهاتف النقال : دراسة مقارنة لبعض الدول العربية 2000-2013

Abstract

شهد قطاع الاتصالات في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا من حيث ارتفاع نسب انتشار الخدمات المقدمة و تنوعها ، كما أدى التطور التكنولوجي المتسارع في هذا القطاع إلى إحداث تأثيرات كبيرة في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية و الاقتصادية. أدركت الجزائر كغيرها من الدول العربية أهمية قطاع الاتصالات فعملت على تحريره و فتح باب المنافسة لإسراع التنمية و مواكبة التوجهات العالمية. فكان إدخال المنافسة في قطاع الاتصالات المتنقلة أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بنجاحها في زيادة الكثافة الهاتفية في البلدان النامية، حيث قدرت معدلات الانتشار للهاتف النقال في هذه البلدان نسبة 90% سنة 2014 مقابل 121% في البلدان المتقدمة، لذلك تسعى الكثير من الدول الآن إلى استنساخ هذا النجاح على الخدمات الأخرى. فحسب الاتحاد الدولي للاتصالات فإن أعلى مستويات المنافسة (على أساس عدد المتنافسين) تتواجد في منطقة أوروبا، والتي تعتبر أكثر المناطق تنافسا، وأقل المستويات تنافسا تتواجد في البلدان العربية في حين إفريقيا تنقسم أسواقها بالتساوي بين هيكل الاحتكار والمنافسة. اختارت معظم الدول إعادة هيكلة و تنظيم جديد لهذا القطاع و ذلك بفتح أسواقه للمنافسة، و لتحقيق منافسة فعالة في هذا القطاع والذي يعتبر من القطاعات التي تحتوي على محتكر تاريخي، استلزم تدخل الدولة في هذه الأسواق من خلال جملة من القواعد و السياسات المتمثلة في التعديل (التنظيم) الاقتصادي،والذيظهر في الآونة الأخيرة بقوة خاصة في القطاعات الشبكية. وعليه فإننا من خلال هذه الدراسة سنعمل على معالجة ودارسة المنافسة في قطاع الاتصالات وتأثيرها على تطور ونمو سوق الهاتف النقال لبعض الدول العربية (الجزائر،المغرب، تونس، موريتانيا، مصر، المملكة العربية السعودية والأردن) باستعمال تقنية البانل، أي بالتقدير المدمج لسلاسل الزمنية مع البيانات المقطعية، أين يكون فيه عدد مشتركين الهاتف النقال هو المتغير التابع والذي يمثل مؤشر كفاءة ونمو خدمة الهاتف النقال، أما المتغير المستقل الرئيسي الأول و هو المنافسة الذي سيتم التعبير عنه في عملية التقدير الأولى بدلالة عدد المتعاملين في سوق الهاتف النقال، أما في عملية التقدير الثانية فسنعبر عنه بدلالة هيكل السوق السائد.