دور الغرف في ترقية و ترويج المنتوج الجزائري : دراسة حالة غرفة الصناعات التقليدية و الحرف لولاية سطيف

Abstract

يعد الإنتاج بشقيه المادي و الخدمي أساس و محور النشاط الإنساني الفردي و الجماعي،ونظراً لأهمية هذا العنصر "الإنتـاج" في حياة الفرد و الجماعة و كذلك في استمرار نمو اقتصاديات الدول وتقدم المجتمعات اهتم الإنسان فرداً و جماعة بتنظيم و إدارة موارده المحدودة في وحدات إنتاجية مختلفة الأحجام والمهام للحصول على الإنتاج المطلوب لإشباع حاجاته المتنامية، و مع تعقد و تشابك العلاقـات الاجتماعية و الاقتصادية ظهرت الحاجة لمزيد من الجهـود لتنظيم وإدارة الموارد و كذلك عمل الوحـدات الإنتاجيـة المختلفة للحصول على الإنتاج بكفاية اقتصـادية عاليـة. و بهذا أصبح نشاط الإنتاج بمثابة الأساس الذي تقوم عليه التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و المؤشر الذي يستخدم لقياس التقدم و الرقي للمجتمع، والحديث عن الإنتاج يعني بالضرورة الحديث عن المنتج باعتباره نتيجة للعملية الإنتاجية ، والذي كان إحدى النقاط الهامة التي لقيت اهتماما كبيرا من طرف الباحثين والدارسين من أجل إيجاد الحلول اللازمة و لأجل تحسين وترقية المنتجات. وقد كان من بين الحلول التي تم إيجادها من أجل تنظيم بعض المجالات الصناعية والنهوض بها هو إنشاء الغرف المهنية والتي تعنى بتنظيم المهن ، ولقد عرفت الغرف بمسميات مختلفة منذ زمن قديم يرجع إلى ما قبل الميلاد ، فمع نمو ممارسة المجتمعات للأنشطة الاقتصادية ، قد أشارت الدراسات التاريخية إلى أن منتجي السلع المختلفة من أهل الحضارات القديمة من سكان الصين والرومان وقدماء المصريين قد كونوا اتحادات وجمعيات لحماية مصالحهم والدفاع عنهم والتنسيق بينهم وتطورت الغرف إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن. والغرف تتنوع بتنوع المنتجات التي تشرف عليها أو تنظمها ، فالمنتج يمكن أن يكون إما سلعة أو خدمة ولعل أقدم المنتجات والتي ظهرت مع ظهور الإنسان وبداية العملية الإنتاجية هي التي كانت تعتمد على مواد أولية محلية وأدوات بسيطة للإنتاج والتي تعرف حاليا بالصناعات التقليدية والحرفية ، حيث تعد الصناعات التقليدية من أوثق عناصر الثقافة المادية ارتباطا بالإطار الاقتصادي ،الاجتماعي والثقافي لأي مجتمع. فهي التي كانت تنتج للمجتمع أدوات البيت وأثاثه وقطع الزينة إضافة إلى أدوات ومعدات العمل سواء الصناعي أو الفلاحي وكافة العناصر المادية التي يحتاجها الإنسان ، وتسعى الصناعة التقليدية إلى ترسيخ معالم الهوية الوطنية و الحفاظ على الموروث الثقافي الذي تمتد جذوره عبر التاريخ.ولكن ما تم ملاحظته في السنوات السابقة هو بداية اختفاء معالم هذه الصورة اختفاء يكاد يكون كليا . حيث تغير الهيكل الاقتصادي الاجتماعي وتغيرت طرق العمل وتغيرت الأدوات وحلت محلها الأدوات والمعدات الحديثة.