الاتصال البدني التربوي في ميدان علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية لجامعة الجزائر3

Abstract

تغيرات كبيرة اثرت بشكل مباشر في معظم مؤسسات المجتمع وعلى راسها المؤسسات التربوية، خاصة مع مفهوم المعلوماتية في ابعادها ومبادئها المتنوعة، تشعب العلوم وتفرعاتها، علاوة على التطور التقني الذي شاهدته وسائل الاتصال والاعلام، هذه التغيرات وغيرها خلقت تحديات كبيرة للمؤسسات التربوية، جعلتها ملزمة بتغير فلسفتها وأنظمتها الدراسية لمواكبة هذه التغيرات البشرية والتكنولوجية السريعة والمستمرة. لقد أدركت المؤسسات التربوية انها امام تحديات ومشكلات لا يمكن حلها بالأساليب وتقنيات التقليدية وان عليها مواجهتها بأساليب وتقنيات حديثة تمكنها من التعايش مع هذه المستجدات. التعليم العالي و البحث العلمي هو من المؤسسات التعليمية التي باشرت في إصلاح التعليم الذي من شانه أن يجعل الجامعة تلعب دورا مركزيا يتمثل، من جهة، في تطلع المواطنين لاسيما فئة الشباب، نحو بناء مشروع مستقبلي بالاستفادة من تكوين عالي نوعي يمدهم بمؤهلات ضرورية لاندماج أمثل في ســـــوق العمل، ومن جهة أخرى، لتلبية متطلبات القطاع الاجتماعي الاقتصادي الذي يطمح إلى التنافسية و النجاعة وهذا بإمداده بموارد بشرية نوعية قادرة على التجديد و الإبداع، مع التكفل بجانب هام في مسعى ازدهار البحث العلمي و التنمية، كل هذه الدوافع أدت بالجزائر إلى تبني، على غرار معظم البلدان المجاورة، المنظومة العالمية للتعليم العالي: نظام ل م د في سنة 2004، و الذي يتميز بـ: هيكلة جديدة للتعليم، إعادة تنظيم التعليم، تقييم و تأهيل عروض التكوين و مضامين مجددة للبرامج البيداغوجية، و هذا لم يتم الا عن طريق العملية الاتصالية الدائمة و المستمرة و العملية التقويمية لنظام القديم. في الواقع المؤسسات التكوينية الجامعية لديها الكثير من العمليات والمضامين والاجراءات، اصبحت بمرور الزمن اقرب الى التقاليد الراسخة تنتقل من جيل الى آخر دون وعي واضح بالأهداف والغايات منها، يجمع بين جوانب عدة وتتدخل فيما بينها بشكل كبير وتشكل بينها مناطق اهتمام مشترك، وربما يكون هذا السبب في التعبير عن الاتصال التربوي بالضبابية وعدم الوضوح، حتى داخل الاوساط العلمية التربوية، فهناك من يقول ان الاتصال التربوي هو الاتصال البيداغوجي القائم بين الأستاذ والطالب، وهناك من يحصرها في الاتصال التربوي الاداري القائم بين مختلف الفاعلين للعملية التربوية، وغيرها من الاعتقادات. بل العملية الاتصالية التربوية ليست عملية واحدة بل هي نظامية مركبة و متعددة، تجمع العديد من العمليات و القوى المعقدة والمستمرة والتي تتفاعل في ظرف ديناميكي ليس له بداية ولا نهاية، فعليه وحسب نظريات الاتصال، العملية الاتصالية التربوية تمتد مفهومها باتجاهات متعددة تحتاج الى دراسة، وذلك بالنظر الى المجتمع التكويني بوجهين مختلفين، على أساس انه مجموعة من الاجزاء المترابطة تتواصل وتتفاعل فيما بينها بكفاءة مهنية عالية، و هذا ما نعبر عنه بالاتصال التربوي الفعال الذي يساهم في تحقيق مكتسباته جديدة و يحافظ على مكتسباته القديمة، او على أساس انها مجموعة من عناصر اجتماعية متعارضة ومتصارعة باستمرار حسب النموذج الصراع الاجتماعي. فعليه عدة دراسات او بحوث اهتمت بإشكالية التكوين الجامعي، خاصة في ميدان الاتصال التربوي والبيداغوجي .وما له علاقة بالهوية المهنية للأستاذ، اما الأسئلة التي تطرح في هذه الدراسة تفتح مجال لحوار هام بين الباحثين نظرا لأهميته وأثره على نوعية التكوين وتطوير التعليم )Brody et Hadar 2018 Lougran,2014(. و الذي نحاول التعرف عليه من خلال ملمح التخرج للطلبة. الاتصال البيداغوجي ذات صلة بالهوية المهنية، و هذه الأخيرة بدورها مرتبطة ارتباطا وثيقا بمؤهلات و كفاءة الأساتذة المكونين، و هذا لغرض ضمان جودة التكوين. يعتمد نظام التكوين الجامعي بشكل أساسي على هوية الأستاذ، كفاءات بيداغوجية للأساتذة المكونين ،والبيئة المؤسساتية التي يجب ان تتفاعل وفق المعايير الدولية. في نظام الاتصال التربوي في ميدان علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية، فعلى هذه العوامل ان تتفاعل بشكل مرتبط من اجل تطوير أفضل للتكوين في هذا الميدان. لذلك تم تناول هذه الدراسة وفق المقاربة النظامية في محاولة اجراء تحليل شامل لنظام الاتصال التربوي الجامعي في ميدان علوم و تقنيات الأنشطة البدنية و الرياضية. يتكون الجزء النظري لهذا البحث من ثلاثة فصول، يتعلق الفصل الأول بمفهوم الاتصال، المحدد في جميع ابعاده المختلفة بصفة عامة ،والفصل الثاني فيتناول بعض النظريات ذات العلاقة بموضوع الاتصال التربوي في ميدان علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية، بما فيها من نظريات الاتصال، نظريات علم النفس التربوي ،ونظريات التعلم. اما الفصل الثالث يتناول الاتصال التربوي الجامعي بصفة عامة فروعه المختلفة ، و الاتصال التربوي بميدان علوم و تقنيات الأنشطة البدنية بصفة خاصة .