تصور تدريس مادة التربية البدنية والرياضية في ظل إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر : -دراسة وصفية على عينة من أساتذة وتلاميذ ثانويات ولاية باثنة

Abstract

ان اصلاح المنظومة التربوية في الجزائر، عرف تحضيرا مكثفا قبل البدء في تجسيده ميدانيا في مطلع السنةالدراسية 2003/2004، على مستوى السنة الاولى ابتدائي ، والسنة الاولى متوسط ، كما تميز أيضا، بتنصيب اللجنة الوطنية للمناهج* والتي وضعت نتائج أعمالها في نوفمبر 2002. وتمثلت ابرز مهامها في اعداد المناهج والممثلة في المناهج التعليمة الجديدة والمطورة للمستويين المذكورين، وتتوصل عملية إصلاح المناهج مع بقية المستويات الأخرى، بحيث تم تعميمها في مطلع السنة الدراسية 2006/2007، بالنسبة للتعليم المتوسط ، و2007/2008، بالنسبة للتعليم الابتدائي. أما بالنسبة للتعليم الثانوي، فإن هيكلة هذه المرحلة، وإعداد البرامج الخاصة بها، انطلقت مع الدخول المدرسي2005/2006.وفضلا عن إصلاح المناهج التعليمية، يمتد الإصلاح ليشمل مجموع المكونات المتفاعلة الأخرى للنظام التربوي. إن هذا الإصلاح، مطلع الالفية الجديدة يعد الثاني من نوعه، بعد الإصلاح العميق الذي عرفته المدرسة الجزائرية في سنة 1976 . غير أنه إذا كان إصلاح السبعينات، قد أملته فترة ما بعد الاستقلال، وكانت الأسبقية فيه لتأصيل المدرسة بمضامينها واطاراتها وبرامجها، فضلا عن ديمقراطيتها وانفتاحها على العلوم والتكنولوجية، فإن الإصلاح الجديد، تمليه ظروف أخرى مرتبطة أساسا بالتغيرات التي تعيشها البلاد في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالحاجات الاجتماعية، الناجمة على هذه التغيرات. وتفرضه تحديات جديدة، تختلف عن تلك التي كان على المدرسة الجزائرية أن تواجهها في السبعينات، إنها تحديات من شكل اخر وعلى المدرسة اليوم أن تواجهها بإعداد أبنائها للعيش في عالم تطبعه عولمة الحياة في شتى مجالاتها المختلفة، وتميزه تكنولوجية الاعلام والاتصال الجديدة التي بدأت في إحداث تغيير في وسائل التعليم وأساليبه وفي مفهوم الزمان والمكان فيه. وفي الوقت الذي كان فيه التعلم المطبق في المدرسة الجزائرية سابقا يصنف ضمن خانة التعلم الكلاسيكي الأكاديمي، الذي يركز على اكتساب المعارف النظرية الصرفة الهادفة إلى تحقيق القدرات.