دراسة العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة على التفوق في الانجاز الرياضي في الأنشطة الرياضية اللاصفية

Abstract

تتطلب طبيعة المستويات الرياضية العالية من الفرد الرياضي ضرورة استخدام قدراته البدنية و المهارية والخططية والنفسية بصورة متكاملة وذلك لمحاولة إحراز أفضل مستوى ممكن ولقد تقاربت طرق الإعداد البدني والمهادي والخططي ومبادئه إلى درجة كبيرة خلال السنوات الأخيرة ولذا فقد ظهرت الحاجة إلى المزيد من الاهتمامات بالناحية النفسية والاجتماعية. والتفوق الرياضي يتوقف على مدى استفادة اللاعبين من قدراتهم النفسية على نحو لا يقل عن الاستفادة من قدراتهم البدنية . فالقدرات النفسية تساعد الأفراد على تعبئة قدراتهم وطاقاتهم البدنية لتحقيق أقصى وأفضل أداء رياضي ،ويمكن تطويرها من خلال تدريبات وبرامج خاصة لذلك الغرض. والمهارات النفسية تمثل بعدا هاما في إعداد اللاعبين فهي تلعب دورا أساسيا في تطوير الأداء وأصبح ينظر إليها كأحد المتغيرات التي يجب العناية بها جنبا إلى جنب مع المتطلبات البدنية و المهارية والخططية فالأبطال الرياضيين على المستوى الدولي يتقاربون بدرجة كبيرة من حيث المستوى البدني و المهاري والخططي ويحدد العامل النفسي نتيجة اللاعبين أثناء المنافسة حيث يلعب دورا رئيسيا في تحقيق الفوز. ويشير الواقع إلى اهتمام المدربين وجميع العاملين على النواحي البدنية والمهارية والخططية دون أي اعتبار للجانب النفسي من الشخصية وأيضا الجانب الاجتماعي للاعبين وذلك بالرغم من أن الأداء الرياضي بصفة عامة يعتمد على ما لدى اللاعب من قدرات بدنية ومهارية وخططية ومهارات نفسية أيضا. ويضيف محمد حسن أبو عبية (1986) أن لكل نشاط من الأنشطة الرياضية متطلبات خاصة في بناء الشخصية الرياضية ، والنشاط الرياضي في مجموعة له خصائص مميزة، ومن أجل النجاح في نشاط رياضي محدد لابد من توافر سمات معينة في الشخصية، فالفرد الرياضي الذي يفتقر إلى السمات النفسية الإيجابية لن يستطيع مهما بلغت قدراته ومستوياته البدنية والفنية من تحقيق أعلى المستويات نظرا لأن هذه السمات تؤثر بصورة مباشرة في مستوى الشخصية إن الوصول إلى مستويات عالية في أي نشاط رياضي يتطلب دراسة عوامل مؤثرة تساهم بالارتقاء والانجاز الرياضي والتفوق ، وقد لاحظ الباحثين من خلال عملهم في شتى مجالات الأنشطة البدنية أن إعداد اللاعبين ولكافة المستويات يقتصر على بعض الجوانب وإهمال مجموعة عوامل منها النفسية والاجتماعية ، إن هذا الأمر يعد من أسباب عدم ارتقاء مستوى لاعبينا للمستويات الدولية واقتصار مشاركتهم في هذه البطولات بمشاركات شكلية فقط بعيدة عن المنافس على المراكز الأوائل. إن موضوع العوامل المؤثرة في تحقيق التفوق الرياضي للاعبين لم يلق الاهتمام الكافي في الدراسات والبحوث في الجزائر من هنا برزت مشكلة البحث إذ يأمل الباحث الوصول إلى نتائج يمكن أن تعزز العملية التعليمية والتدريبية في شتى الأنشطة الرياضية وتعمل على الارتقاء بالمستويات الرياضية إلى الأفضل. وقد قام الباحث بتقسيم الدراسة إلى مقدمة و مدخل عام أين تطرق إلى الإشكالية المدروسة و أهمية الدراسة بالإضافة إلى الأسباب التي دفعت الباحث إلى دراسة هذا الموضوع و في الأخير الدراسات السابقة و المشابهة ثم الدراسة النقدية لهذه الدراسات و جانبين احدهما نظري و الآخر تطبيقي. تطرق في الجانب النظري إلى أربعة فصول: الفصل الأول تطرقنا فيه إلى النشاط البدني الرياضي التربوي اللاصفي تناولنا في هذا الفصل كل ما يتعلق بجوانبه من ماهيته ، أنواعه وأهدافه وأغراضه... ، بالإضافة إلى العلاقات التي تتفاعل داخل هذا النشاط. الفصل الثاني تطرقنا فيه دراسة بعض العوامل النفسية والاجتماعية التي تساعد التلميذ على الانجاز والتفوق في الأنشطة الرياضية المدرسية ، ولعل من أهم هاته العوامل: الأسرة ، المدرسة كعوامل اجتماعية ، الثقة بالنفس ، الانتباه ، القلق ومواجهته كعوامل نفسية ، فهي أقرب العوامل للفرد وذات تأثير مباشر أو غير مباشر في مساهمة الفرد نحو الانجاز في الأنشطة الرياضية . الفصل الثالث تناولنا فيه التفوق والانجاز الرياضي، فأعطينا لمحة تاريخية عن طبيعة التفوق ، ومصطلحاته ولمحة عن الموهوبين ، دور الأسرة والمدرسة في اكتشاف ورعاية الموهوبين ، وتكلمنا عن ماهية الانجاز الرياضي والعوامل المؤثرة فيه وهيكله وشروطه ووسائطه .الفصل الرابع تناولنا فيه أقسام رياضة ودراسة ، فتكلمنا فيه عن المدارس ونشأتها ومعاييرها ، مفهوم هاته الأقسام وكل ما يتعلق بها . أما الجانب التطبيقي المكون من فصلين : الفصل الأول تطرقنا فيه إلى الإجراءات المنهجية للدراسة من منهج الدراسة ، الدراسة الاستطلاعية ، مجتمع و عينة الدراسة إلى أدوات الدراسة وشرحها وكيفية تطبيقها و المعالجة الإحصائية. الفصل الثاني تطرقنا فيه لعرض و تحليل و مناقشة النتائج المتحصل عليها وشرح الجداول ، ثم الوصول إلى الاستنتاجات و التوصيات ثم خاتمة الدراسة .