مستقبل مشروع التّكامل المغاربي 2011 - 2035

Abstract

The post-Cold War international enivronment produced several changes that were reflected in the Maghreb region and were characterized by the spread of the phenomenon of regional integrations. This international context along whith other local and regional circumstances led the Maghreb states to launch a promising regional integration scheme in the Treaty of Marrakech in 1989. However, a number of political, security and economic as well as legal-institutional predicaments undermined the succes and progres of Maghreb integration and led to its stagnation. Accordingly, this study was concerned with assesing the Magreb integration experience by examining its most significant achievements and failures, with the aim of carrying out a foresight work on the maghreb integration process within the year 2035 through the use of local and international variables and the employment of two foresight techniques, the Structural Analysis and the Morphological Analysis, which led to three major findings or three main scenarios : The first scenario: The Maghreb integration project will remain stalled due to the persistence of the same internal, regional, and international circumstances and conditions. The Second scenario: dealt with a failed and disintegrated Maghreb project, given the absence of political will and adherence to the absolute sovereignty of states and the deficiency of legal and institutional mechanisms that achieve common economic interests, in addition to the lack of democratic practices. The third scenario: Is the case of a successful Maghreb integration project that achieves regional unity and stability and requires the existence of democratic political systems, broader political participation and the involvement of civil society actors in the integration process, in addition to absense of common belonging to the same regional bloc in the concerned countries, which can be easily supported through spreading a strong awarness among the Maghreb elites and societies of the major common regional interestes resulting from the success of this integration.

لقد أفرزت البيئة الدولية لفترة ما بعد الحرب الباردة عدة تغيرات انعكست على المنطقة المغاربية على غرار باقي دول العالم من خلال انتشار ظاهرة التكتلات الإقليمية، حيث تزامنت هذه الفترة مع الإعلان عن قيام مشروع التكاملالمغاربي وفق معاهدة مراكش 9191 الذي جاء استجابة للظروف المحلية والدولية التي شهدتها المنطقة المغاربية، من خلال التركيز على مقوماتها المشتركة حيث اتجهت الدول المغاربية إلى تنسيق مواقفها وتوحيد جهودها لإقامة مشروعها التكاملي بهدف تحقيق أهدافها المشتركة وخدمة المصلحة العامة لشعوبها، إلا أ ن وتيرة تطور هذا المشروع ظلت بطيئة إلى حد الجمود، وهو ما عكس فشله في تحقيق أهدافه حتى أ نه لم يصل إلى أدنى درجات التكامل وعرف حالة من السكون والجمود، بسبب مجموعة من العوامل حالت دون إنجاحه، منها ما يتعلق بالعوامل السياسية ومنها الاقتصادية، إضافة إلى نقائص تتعلق بالإطار القانوني والمؤسساتي للمشروع، ومنها المعوقات الأمنية وأخرى جسدتها مخرجات البيئة الدولية مما أدي إلى تعطيل مساره إلى يومنا هذا. وعليه جاء التركيز من خلال هذه الدراسة على تحليل وتقييم تجربة التكامل المغاربي التي مرت بعدة مراحل، من خلال الوقوف على أهم إنجازات وإخفاقاته والعوامل التي كانت سببا في ذلك، وصولا إلى تحديد السيناريوهات المستقبلية لمشروع التكامل ألمغاربي في حدود عام 2035 على ضوء متغيرات البيئة المحلية والدولية، اعتمادا على تقنيتي الاستشراف المتمثلة في التحليل الهيكلي والتحليل المورفولوجي تم من خلالهما التوصل إلى ثلاث سيناريوهات تمثلت فيما يلي: السيناريو الأول: مشروع مغاربي معطل يميل إلى التفكك ويفترض هذا السيناريو استمرار تأثير المتغيرات الرئيسية الداخلية والإقليمية والدولية منها بشكل لا يخدم العملية التكاملية. السيناريو الثاني: مشروع مغاربي فاشل ومفكك، وفحوى هذا السيناريو وجود ظروف سياسية تمثلت في غياب الديمقراطية مع عدم توفر الإدارة السياسية والتمسك بالسيادة المطلقة للدول يؤدي إلى استمرار العمل بالقواعد والآليات التي تعوق تحقيق المصالح المشتركة والتي تتعلق بالجانب القانوني والمؤسساتي، التي تنعكس بدورها على توجهاتها الاقتصادية. السيناريو الثالث: مشروع تكامل مغاربي ناجح، وهو سيناريو تحقيق الوحدة ا لذي لن يقوم إلا بانتهاج أنظمة ديمقراطية وفتح باب المشاركة السياسية للتيارات الأخرى وعلى رأسها المجتمع المدني ليقوم بدوره الفعال فيم يخص العملية التكاملية المغاربية. وتجاوز المشاكل الداخلية البينية والحد من النزعات والعلاقات الصراعية، ووجود شعور قو ي بالانتماء لنفس التكتل الإقليمي على ضوء مصالح مشتركة ومترابطة تؤدي إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء.