الأرشيف السمعي البصري ودوره في كتابة تاريخ الثورة التحريرية : دراسة تحليلية مقارنة لعيّنة من الأفلام الجزائرية والفرنسية

Abstract

يعتبر الأرشيف السمعي مادة فيلمية، تحتوي على أشكال مختلفة من الصّور، فالصورة الوثائقية والخيالية التاريخية مزدوجة التوجه والإيديولوجية لحرب التحرير الجزائرية بالنسبة للسلطة الإستعمارية الفرنسية، أحكمت قبضتها على الصورة منذ بدايات الإحتلال عبر مؤسسات سينمائية عسكرية لتطبيق إستراتيجية دعائية تعمل عبر السينما، على التضليل والتعتيم من أجل تمجيد مزايا الإستعمار وفوائده في، المقابل تم تغييب صورة الجزائر، بتوجيه الصورة الملتقطة وتزييف محتواها ومضمونها عند تغطية الأحداث فقُدمت صورة دنيئة عن جبهة التحرير الوطني، وظهر جيش التحرير بصورة سلبية. من ناحية أخرى تفطن جبهة التحرير إلى أهمية الكاميرا كسلاح إعلامي جعلها تفرض على العالم خطاب الإستقلال والشرعية بصور حرب تحريرية حقيقية، غيّبتها سلطات الإحتلال من شاشاتها لتبقى عدّة سنوات، حرب بدون إسم. يستحوذ الطرفان، الجزائري والفرنسي على أرشيف سمعي بصري كرصيد تاريخي مثقل بذاكرة يتجاذبهاالطرفان،فرنسا وإن كانت فتحت جزءا من أرشيف حرب الجزائر، فإن المخرجين السينمائيين يحاولون التعرض لذاكرة تاريخية متشابكة العناصر، أمّا عن الجانب الجزائري فتعامل المخرجين مع الوثائق الأرشيفية لإعادة بناء الأحداث التاريحية للثورة المجيدة بصفتي الوثائقي، والخيالي، صُممت أصلا لشرح سياسة المحتل. بعد ثمانية وخمسين (58) سنة من إستقلال الجزائر، تحاول السينما الجزائرية الغوص في ذاكرة مكبوتة ومثقلة، للتحرّر من الخطاب المهيمن، عبر إستخدام الأرشيف السمعي البصري من أجل إنتاج أفلام وثائقية وخيالية تكون مرجعاُ لكتابة تاريخ الثورة التحريرية. كتابة تستدعي تناول العلاقة المعقدة بين الصورة، الذاكرة، والتاريخ.