المحددات النفسية والاجتماعية لعدم استخدام الانترنت في السياق الجزائري : محاولة لنمذجة نظرية

Abstract

يتناول البحث الحالي إشكالية عدم استخدام الانترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصال في السياق الجزائري، وبهدف فهمها اقترحنا نموذجا نظريا يقف على المحددات النفسية(القلق، وضعف الشعور بالفعالية الذاتية العامة وضعف تقدير الذات)والاجتماعية(المرغوبية الاجتماعية، والتماثل الاجتماعي) التي تؤثر اجتماعيا في الفرد وتضعه في مواجهة مع موقف إنكار الاعتراف على المستوى النفسي الاجتماعي، مما يجعله يرفض استخدام بعض الإبداعات التكنولوجية.منهجيا، أجري البحث الميداني على عينة من الأساتذة والطلبة الجامعيين (307 فردا) في ثلاث جامعات (جامعة الجزائر (3)؛ جامعة محمد خيضر -بسكرة-؛ جامعة باتنة (1))، حيث تم جمع البيانات بالاستعانة بمقاييس صممت لهذا الغرض. واعتمدنا على النمذجة بالمعادلات البنائيةكمنهجية في اختبار النموذج النظري المقترح وتحليل البيانات واختبار الفرضيات. ولجمع بيانات أعمق حول الممارسات القائمة في الجامعات الثلاث وفهم علاقتها بسيرورتي اللااستخدام والتحول الاجتماعي والثقافي، استخدمنا المقابلة شبه الموجهة مع عينة من الأساتذة(17 فردا). أثبتت نتائج البحث والتحليل الإحصائي أن النموذج يتمتع بجودة مطابقة جيدة،كما أكدت على صحة بعض الفرضيات المنبثقة منه. وبالفعل، تؤكد النتائج على اللّااستخدام وتدعّم اجرائيته كمفهوم في فهم علاقة المبحوثين بالإبداعات التكنولوجية (لا تتجاوز الاستعمال البسيط والاستخدام المحدود وحتى اللااستعمال لدى البعض). وقد بينت النتائج أن ضعف الشعور بالفعالية الذاتية العامة يؤثر في الفرد على المستوى النفسي و يجعله يرفض استخدام التكنولوجيا؛كما أثبتت أن القلق يؤثر على الفرد ضمن علاقة طردية يصعب استيعابها خارج معادلة النسق الاجتماعي التقليدي.ورغم أن قيمة مسارات متغيري المرغوبية والتماثل الاجتماعيين، وتقدير الذات وإنكار الاعتراف ضعيفة، إلا أن تفاعلها وتقاطعها مع المتغيرات النفسية أعطى فهما أفضل لسلوك ومنطق الاستخدام واللااستخدام، حيث تقدم إجابات الجامعيين صورة عن البناء الاجتماعي للحقائق، وتناقضاته في علاقته بإعادة إنتاج النسق الاجتماعي التقليدي بدل تحويله،حيث يظهر اللااستخدام في أشكال مقاومة ترفض شروط التجديد وعاجزة عن مجاراتها.