أثر النفقات الجبائية في تدعيم جادبية الاقتصاد الجزائري

Abstract

إن المالية العامة مسألة شديدة التعقيد نظرا لتأثير النفقات العامة على الاقتصاد، فقد أدى دور الدولة إلى تعاظم تأثير عناصر المالية العامة من نفقات و إيرادات على المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية فمن خلالها تؤثر الموازنة العامة ، إذ تستعمل كأداة لتوجيه المتغيرات إلى المسارات التي تتطلب تدخل الدولة ،وتتكفل بإنجاز أهداف السياستين :المالية و الاجتماعية . كما أن الفجوات في التنمية بين مختلف الدول متفاوتة أحيانا و متقاربة في أحيان أخرى ، فحسب الفكر الكينزي لدور الدولة فإن الحكومات يتمثل دورها في تحقيق الاستقرار و كيفية تشجيع النشاط الاقتصادي وعليه فمجال تدخلها يتعدى أهداف النطاق المالي و لذلك سميت بالسياسة المالية المتدخلة و هذا لاختلافها عن السياسة المالية المحايدة و بالتالي أصبحت أداة رئيسية ومسؤولة أيضا عن تحقيق التوازن الاقتصادي. ومن جانب آخر تقتضي ظاهرة العولمة تبني سياسة مالية سليمة، فمصداقية الدولة تنطلق من قدرتها على المحافظة أو في استعادة صحة المالية العمومية لتمكينها من استغلالها في مجالات الأسواق المفتوحة ،التشغيل، تراكم رؤوس الأموال وتحرير التبادلات،...الخ. وبطبيعة الحال فحاجة الدول النامية أشدّ إلحاحا من حاجة الدول الأخرى في هذا المجال. وتبرز الجباية كإحدى أهم الأدوات المالية التي تستخدمها الدول في مختلف مجالات تدخلها،كما أنّ الباحثين مافتؤوا يولونها اهتماماتهم،فسوسيولوجيا الجباية أصبحت محور التساؤلات والتجاذبات السياسية ومن ثم الاقتصادية لتموقعها في قلب العلاقات بين الدولة والمجتمع من جهة ومن جهة ثانية فإنّ سوسيولوجيا المالية العامة تدرس الميزانيات العامة من مختلف الجوانب باعتبار الضريبة كمنطلق لكل سياسة مالية والمساهمات الفكرية في هذا المجال تعود بالخصوص لما بعد الحرب العالمية الأولى ومقاربة المدرسة الإيطالية في ذلك أحسن مثال. والجزائر كغيرها من الدول واجهت ومازالت تواجه تحديات في إدارة اقتصادها بما يتماشى والظروف الاقتصادية المتقلّبة وبالأخص التذبذب في أسعار البترول وانعكاساته السلبية على الإيرادات العامة للدولة وكيفيمكن مواجهة تلك الصعاب إن في المدى القصير،المتوسط والبعيد،فالحكومات المتعاقبة لم تجد الآليات المناسبة لبناء اقتصاد متنوّع لا يعتمد بشكل أساسي على الريع البترولي بل يعمل على كيفية الحفاظ على هذه الثروة الحيوية للأجيال اللاحقة في المستقبل.