الاثار الاقتصادية لاتفاقية الشراكة الأورومتوسطية على الاقتصاد الجزائري

Abstract

يعتبر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين عصر التكامل الاقتصادي الإقليمي بامتياز، فقد أثرت كتابات العديد من اقتصاديين الفكر التكاملي مند النصف الأول من القرن العشرين ، ومع مطلع تسعينات القرن الماضي ظهر التكامل الإقليمي وفق المنهج الحديث والذي يقوم على التكامل بين بلدان الشمال المتقدم ودول الجنوب النامية وقد كانت الشراكة الاورومتوسطية إحدى أشكاله ويعتبر مؤتمر برشلونة بمثابة إعلان ميلادها . ظلت اتفاقيات التعاون الإطار العام الذي يحدد العلاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي ، إلى أن وقع الطرفان اتفاق الشراكة سنة 2002 والذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر 2005 ومع الأخذ في الاعتبار اختلاف مستويات النمو والتنمية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي فإن إقامة منطقة تجارة حرة بين الطرفين تؤدي حتما إلى التأثير على اقتصاد الجزائري، لذا فقد جاءت هذه الدراسة من أجل بحث اتفاق الشراكة الموقع بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وتقييم آثاره المحتملة على الاقتصاد الجزائري، حيث بينت النتائج ضآلة حجم الدعم المالي والتقني المقدم من طرف الاتحاد والمصحوب بنجاح نسبي في عملية تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في حجم الخسارة الجبائية الناتجة عن التفكيك الجمركي، كما بقي حجم الاستثمار الأجنبي المباشر وخاصة الأوروبي في مستويات متواضعة، أما فيما يخص قطاع التجارة الخارجية فلم يؤدي تحرير التجارة حتى الآن إلى حدوث تحول في هيكل التجارة الخارجية الجزائرية ومع ذلك فقد عرفت الواردات الجزائرية من الاتحاد ارتفاعا ملموسا مع تراجع في الأهمية النسبية، بالإضافة إلى تسجيل زيادة بسيطة في صاد رات الجزائر خارج قطاع المحروقات نحو الاتحاد الأوروبي.