إنتاج الحبوب في الجزائر و تحقيق الامن الغدائي في ظل التنمية المستدامة بعد صدور قانون 19.87

Abstract

يشكل الأمن الغذائي في الجزائر تحديا كبيرا، رغم التوفر النسبي للموارد الطبيعية من الأرض الماء والموارد البشرية، لكن القطاع الفلاحي لم يرق لتحقيق أهداف الإنتاج المسطرة لسد إحتياجات الإستهلاك الوطني للحبوب. تطوير منتوج الحبوب هو في صلب إهتمامات السلطات العمومية لزيادة إنتاج هذه الشعبة الإستراتيجية من أجل التغطية النسبية لإحتياجات المواطنين وضمان الأمن الغذائي، لأنّ الجزائر كما نعلم تنتمي إلى مجم وعة أكبر مستوردي القمح في العالم. في الواقع أنّ الحبوب ومشتقاتها يك ون العمود الفقري للنظام الغذائي الجزائري، و كمثال على ذلك نجد أنّ 70 % من احتياجات الوطن تسد من طرف الحبوب المستوردة والممولة من الريع البترولي المرتبط بتذبذب الأسعار وبعجز مزمن للميزان التجاري الفلاحي لأنّ القطاع الفلاحي الوطني عرف نم واضعيفا (مردود الهكتار ضعيف بالنسبة للمقاييس المعمول بها عالميا) مقارنة بمستوى الإستهلاك الذي عرف قفزة قوية تحت وطأة النمو الديمغرافي، نمط الإستهلاك ودعم الأسعار. وهذا الضعف نرجعه أولا إلى العوامل المناخية الغير ملائمة ثم إلى ضعف مدخلات الإنتاج نتيجة إرتفاع الأسعار بعد تحرير السوق وأخيرا إلى السياسات الفلاحية المطبقة في غياب إستراتيجية للمدى البعيد، وفي هذا الإطار الموضوع الذي له علاقة ببحثنا يتمثل في تشخيص أهم المتدخلين لشعبة الحبوب من المنبع إلى المصب.