العوامل المؤثرة في تسارع انتقال اثر سعر الصرف الى التضخم المحلي : دراسة اقتصادية و قياسية لحالة الجزائر 1970-2016

Abstract

تهدفهذهالدراسةإلىتحديدالعواملالمؤثرةفي تسارع إنتقال أثر سعر الصرف الأجنبيإلى التضخّم المحلّي في الجزائر خلال الفترة 1970-2016 من أجل معرفة دور وأهمية تلك العوامل، ودرجة تأثيرها، وسرعة إنتقالها إلى مؤشرات أسعار الواردات ثم أسعار الإنتاج الصناعي وأسعار الإستهلاك المحلّي. يحظىسعر الصّرف بدور مهم في عملية الربط بين الإقتصاد الدولي والإقتصاد المحلِّي، ويظهر ذلك جليا من خلال العلاقة التي تربط بين الأسواق المحلّية والأسواق الأجنبية، حيث يقوم بتوجيه الإستثمار في أصول هذه الأسواق وفي تخصيص الموارد وزيادة القدرة التنافسية للإقتصاد، وتتجسد هذه العلاقة في إنتقال أو إنعكاس أثر سعر الصّرف على متغيرات الإقتصاد الكلّي للبلد، ثم إنتقالها فيما بعد إلى المتغيرات الإقتصادّية الجزئية ، ويعتبر المستوى العام للأسعارمن أهم المتغيرات المتأثّرة به، حيث يعتمد سعر الصّرف في نقل حركاته إتجاه الأسعار على عوامل إقتصادية جزئية مثل السياسات التّسعيرية التي تنتهجها المؤسسات والشركات، وعوامل إقتصادية كلية مثل تركيبة المستوردات من السلع المنظورة وغير المنظورة، ومستويات التضخّم السائدة، وبالتالي عملية الإنتقال هذه تختلف من دولة إلى أخرى، على حسب إختلاف القطاعات الإقتصادّية المتواجدة فيها ، ومن جهة أخرى عملية الإنتقال تتطلب وقتا يختلف هو الآخر من دولة إلى أخرى، وهذا ما يعني أن آلية الإنتقال أو الإنعكاس على الأسعار المحلّية (التضخّم) قد تكون كلِّية أي الإنعكاس يكون تاماً، كما قد يكون الإنتقال جزئيا أي الإنعكاس يكون ناقصاً، كما لا يمكن أن يتم الإنتقال أصلا أي الإنعكاس يكون معدوماً، ولقد حاول العديد من العلماء الإقتصاديين في الآونة الأخيرة تبرير عدم إكتمال الإنعكاس لسعر الصّرف من خلال مختلف النماذج الموضوعة في هذا الإطار، ونجد على رأسها نموذج الإقتصادي" Jonathan McCarthy " لقياس العابر من أسعار الصّرف والإستيراد على التضخّم المحلِّي في إقتصاديات بعض البلدان الصناعية"، التيتؤكد على وجود إنعكاس لأثرسعر الصّرف إتجاه التضخّم المحلِّي ، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات لم تتفق في مجملها على آليات الإنتقال أو حجمه أو سرعته ، ولكنها اتفقت على وجود إنعكاس لتغيرات أسعار الصّرف الأجنبي على معدّلات تطوّر الأسعار المحلّية . وتم الإعتمادعلى جملة من النماذج الإقتصادية الموضوعة في هذا الإطار، بغية إقتراح نموذج قياسي لآلية إنتقال أثر سعر الصّرف إتجاه التضخّم المحلِّي الجزائري، حيث تم تقسيم فترة الدِّراسة إلى جزئيينالجزء الأول يهتم بدراسة قياسية لإنتقال أثر سعر الصّرف إتجاه التضخّم المحلِّي خلال الفترة 1970-1989، التي إنتهجت الجزائر خلالها نظام سعر الصّرف الثابت ومن المتوقع أن تكون أثاره قليلة وبالتالي إنتقاله يكون أيضا قليلا، وقد أظهرت النتائج المتوصل إليها وجود أثر لإنتقال سعر الصّرف إتجاه التضخّم المحلِّي في الجزائر وبينت دالة رد الفعل للتضخّم المحلِّي وجود إستجابة متأخرة لصدمة 01% من سعر الصرف إبتداءً من الفترة السادسة ومحدودةلاتتجاوز 0.01%وذلك راجع لسياسة تحديد ودعم الأسعار المنتهجة خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، كما بينت نتائج تحليل مكوّنات التباين للتضخّم المحلِّي على أن سعر الصرف إحتل المرتبة الثانية في تفسير التضخّم، أمّا الجزء الثاني فيتعلق بدراسة قياسية لإنتقال أثر سعر الصّرف إتجاه التضخّم المحلِّي خلال الفترة 1990-2015،التي تميزت بتحول الجزائر من إقتصاد المخطط إلى إقتصاد السّوق الحرّ أين تم تحرير سعر الصّرف، وقد بينت النتائج المتوصل إليها وجود أثر لإنتقال أثر سعر الصّرف إتجاه التضخّم المحلِّي في الجزائر، فحسب دالة رد الفعل للتضخّم المحلِّي نجد أنّ هناك إستجابة مبكرة وبأثر موجب إبتداءً من الفترة الأولى 1.76 %،وبأثر سالب إبتداء من الفترة الرابعة ، كما بينت نتائج تحليل مكوّنات التباين للتضخّم المحلِّي على أنّ سعر الصّرف إحتل المرتبة الثالثة في تفسير التضخّم بعد كل من المتغير نفسه ومتغير اسعار الإنتاج الصناعي.