السياسة الاسرائيلية اتجاه افريقيا : دراسة حالة جنوب السودان

Abstract

هدفت هذه الرسالة إلى مناقشة السياسة الإسرائيلية في إفريقيا دراسة حالة جنوب السودان، وحاولنا في إطار هذه الدراسة الكشف عن خلفيات الاهتمام الإسرائيلي بالدول الإفريقي عامة وجنوب السودان خاصة، من خلال التطرق إلى أهداف تلك السياسة الإسرائيلية في ضوء المراحل المختلفة التي مرت بها العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية صعوداً وهبوطاً، ووسائل تنفيذ تلك السياسة والمؤسسات التي تشرف على تطبيقها، واشرنا في الدراسة إلى أن القارة الإفريقية احتلت مكانا متقدماً في سلم أوليات الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، حيث طرحت بعض مناطق القارة الإفريقية لتكون وطناً قوميا لليهود في مطلع القرن الماضي، واشرنا إلى انه من أسباب الاهتمام الإسرائيلي بالقارة هو محاصرة الأمن القومي العربي من خلال التأثير على الأمن المائي العربي، حيث نهر النيل وما له من أهمية لمصر والسودان ودول أخرى، وتهديد الملاحة العربية في البحر الأحمر ومنع تحوله إلى بحيرة عربية، إضافة إلى إضعاف التأييد الإفريقي للقضايا العربية. كما تطرقنا في الدراسة إلى موقع جنوب السودان في السياسة الإسرائيلية، وبنوع من التحليل قمنا باستعراض تاريخ علاقات إسرائيل مع السياسيين السودانيين، والتي بدأت في وقت مبكر من عقد خمسينات القرن الماضي، فإسرائيل عملت بشتى الوسائل على إقامة علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع السودان في فترات مختلفة من تاريخ تلك العلاقات، هذا من خلال إستراتيجية شد الأطراف،وحاولنا بالتحليل تباين طبيعة علاقات إسرائيلية بحركات التمرد في جنوب السودان، وكذلك حاولنا معرفة الدور الذي لعبته إسرائيل في انفصال جنوب السودان، وما هي الأهداف التي ترجوها إسرائيل من دعمها للانفصاليين الجنوبيين. انفصال جنوب السودان أصبح حقيقة وتم إعلان ميلاد دولة جنوب السودان في جويلية 2011، حاولنا في الفصل الأخير من الدراسة تبيان تداعيات وانعكاسات الوجود الإسرائيلي في جنوب السودان على الأمن القومي العربي، فإسرائيل عملت على محاصرة الأمن القومي العربي خاصة الأمن القومي المائي لمصر والسودان، ويمثل لها جنوب السودان ميدان لتمرير سياساتها ومشاريعها في المنطقة، ووسيلة جديدة للضغط على مصر والسودان.