التجربة الديمقراطية في الجزائر من التعددية السياسية إلى التعددية الحزبية.

Abstract

خاضت الجزائر منذ نهاية سنة 1989 تجربة ديمقراطية عسيرة، فهي كأي ديمقراطية ناشئة عانت من مجموعة من المشاكل التي لازمت بدايتها، فبالإضافة الى كون معظم الأحزاب المشكلة للنظام الحزبي فيها حديث النشأة، كانت الثقافة الديمقراطية وأصول الممارسة السياسية المبنية على التداول على السلطة تكاد تنعدم داخل المجتمع السياسي، مما أثر سلبيا على العملية السياسية برمتها، وأدى بها الى الوصول الى طريق مسدود كانت نتيجته انقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 1991 وإقالة لرئيس الجمهورية نتج عنه شغور في مؤسسات الدولة وتعطيل للدستور، ومن بعدها عنف مسلح كاد أن يؤدي الى انهيار كامل للدولة الجزائرية. تمت بعدها مجموعة من الاصلاحات السياسية التي وإن كانت في أغلبها شكلية، الا أنها جنبت البلاد انزلاقات خطيرة خاصة أنها ترافقت مع انتعاش اقتصادي مدفوع بتصاعد سعر البترول، لكن ذلك لم يجعل المجتمع السياسي يرتقي بممارساته إلى مستوى الممارسة الديمقراطية الحقيقية، مما يستوجب إعادة نظر في المنتظم السياسي ككل من حيث الثقافة والافعال السياسية لتجنب الوقوع في أزمات أخرى.