الحركات الاسلامية والممارسة الديمقراطية في الوطن العربي : دراسة مقارنة بين حركة النهضة التونسية وجماعة الاخوان المسلمية المصرية 2010- 2016

Abstract

تستهدف هذه الدراسة معالجة إحدى الإشكاليات التي لطالما أثارت جدلا فكريا و سياسيا واسعا ، وهي المتعلقة الممارسة الديمقراطية للحركات الإسلامية و تأثير ذلك على مشروعها المتمثل في " أسلمة الدولة و المجتمع ".

و تكمن أهمية طرح هذا الموضوع في الفترة الزمنية الممتدة بين 2010 و 2016 في كونها الفترة التي شهدت وصول حركة النهضة التونسية و جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة بعد انقطاعها لفترة طويلة بسبب التضييق عليها من قبل الأنظمة السياسية التي كانت قائمة ، حيث مثلت الثورات التي قامت في تونس و مصر فرصة سانحة بالنسبة لها من أجل تقديم تصورها لمستقبل دولها بعد الأحداث التي شهدتها ، مستغلة في ذلك الضعف الذي ميز باقي الأحزاب من مختلف التيارات العلمانية و اليسارية.

و توصلت الدراسة في الأخير إلى نتيجة مفادها أنه رغم نجاح تلك الحركات في الوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع ، إلا أن دخولها في مرحلة إعداد الدستور بموجب السلطات التي خولت لها بعد فوزها في الانتخابات ، وضعها مرة أخرى في مواجهة مع مختلف الفواعل السياسية ، حيث أكدت من خلال التصور الذي قدمته لمستقبل الدولة أن اعترافها بالديمقراطية كأداة انتقال من حكم لا يمتثل لأحكام الشريعة الإسلامية إلى حكم إسلامي تكون الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع فيه و هذا رغم إخلاف رد فعل الحركتين حيال الإنتقاد الذي واجهها حيث أن حركة النهضة التونسية بقيت محافظة على خاصية المرونة التي لطالما رافقتها وهو ما يتجلى في قبولها الانسحاب من عملية إعداد الدستور في حين وجدت جماعة الإخوان المسلمين نفسها في مواجهة مرة أخرى مع مؤسسة الجيش التي أزاحتها من السلطة.