Please use this identifier to cite or link to this item: https://dspace.univ-alger3.dz/jspui/handle/123456789/5341
Title: عملية بناء الدولة في مالي : دراسة تقويمية
Authors: بن صالح، عبد الله
Keywords: البعد الأمني
البعد السياسي
البعد الاجتماعي
الدولة
Issue Date: 2016
Publisher: جامعة الجزائر 3
Abstract: يحظى موضوع الدولة باهتمام الدارسين والأكاديميين على حد سواء، وذلك باعتبارها ظاهرة معقدة ومتشابكة تتميز بالتأثير في حياة الأفراد والأمم والمجتمعات، حيث تلعب دورا بارزا في توسيع شتى الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، ومن ثم فقد جلب موضوع بناء الدولة وهندستها اهتمام الكثير من الساسة والمفكرين باعتبارها الآلية التي من خلالها تمنح للفكر الإنساني المجال والقدرة على تطويرها للتكيف مع الأوضاع، وإيجاد متطلبات الحياة وتوفر شروط أمن الإنسان والمحافظة على بقائه وتنمية قدراته. تعبر عملية بناء الدولة عن جملة من المؤسسات والقواعد والوظائف والأنظمة المجسدة لعقائد النخب الحاكمة وتصوراتهم ومذاهبهم، خلال الوقائع الاجتماعية الداخلية والتفاعلات الدولية، أدوارا معتبرة في وضع صياغة هذه العملية بدرجات وتصورات مختلفة. وإذا كان الدور المناط بعملية بناء الدولة يعكس الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والذي يعتبر هدف هندسة هذا المعمار السياسي والاجتماعي فإن الكثير من حالات بناء الدولة في المجتمعات المستقلة حديثا تكشف عن عديد أشكال عدم الاتساق بلجوئها إلى نماذج جاهزة، غربية اختزالية لا تستجيب للاحتياجات والمتطلبات الحقيقية لمجتمعات الدول النامية حيث تكشف هذه العملية عن عدم تطابق بغرسها في سياق مغاير أين تأتي النتائج مخيبة للآمال، وهو ما يستدعي مراعاة الحقائق والسياق الثقافي والتاريخي للبلد محل تلك الهندسة حتى يحقق تلك الاحتياجات. ولما كانت الحاجة ماسة إلى بناء الدولة لتلبية المتطلبات الضرورية لاستمرار الحياة الاجتماعية والوجود الإنساني وصيانة أمنه وبقائه، فقد اهتم الفكر الإنساني بأنماط هذا البناء والاهتمام بمكوناته وآليات عمله، لتحقيق المزيد من فاعليته، خصوصا في الدول حديثة الاستقلال، التي عانت من ويلات الاستعمار التي سلبت كرامتها وقوضت سيادتها وطمست شخصيتها وحيل بينها وبين تجسيد هويتها. كما أن مصطلح بناء الدولة يحمل أكثر من دلالة، ويحمل أيضا ازدواجية تاريخية، حيث استخدم في فترات مختلفة من التاريخ السياسي، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد استقلال الدول التي كانت خاضعة للاستعمار، وحتى نهاية الحرب الباردة كان مصطلح بناء الدولة يراد به إقامة مؤسسات مستقرة تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحقيق الأمن في ظل صياغة دساتير وهياكل سياسية تقود عملية التنمية. إلا أن مفهوم بناء الدولة الذي شهدته مرحلة ما بعد الحرب الباردة، يركز على إعادة بناء الدولة الفاشلة التي أصبحت في نظر الغرب مصدرا لتهديد السلم والأمن والاستقرار في العالم، ومن ثم يتوجب على الدول الديمقراطية الاهتمام بشأن هذه الدول ومساعدتها على النهوض خلال إعادة بناء ذاتها عبر هندسة سياسية واجتماعية لهذه الدول، تمكنها من تحقيق الأمن والديمقراطية والاستقرار الداخلي لتجنب دول العالم الأخطار الآتية منها. لقد صاحبت عملية هندسة بناء الدولة التي أعقبت الحرب الباردة انهيار الدولة في مناطق عديدة من العالم وعكس انهيارها بروز أخطار تهدد الأمن الدولي. وأصبح الحديث عن مصادر الخطر التي تأتي من الدول الفاشلة أكثر منه في الدول القوية. وإذا كان هذان التصوران يعبران عن عملية بناء الدولة عبر مراحل مختلفة ولظروف متمايزة تبعا لأهداف متباينة، فإن التركيز ينصب في هذه الدراسة على النوع الأول المتعلق بإقامة مؤسسات مستقرة لمواجهة التحديات التنموية بالدرجة الأولى، وتعكس حقائق السياق السياسي والاجتماعي السائد في البلد، ومتطلبات المجتمع من جهة، وتستجيب لرغبات القائمين على هذه العملية وتصوراتهم وإدراكاتهم السياسية وتفضيلاتهم وتحقيق مصالحهم والتعبير عن مذاهبهم وقيمهم.
Description: 225ص.
URI: https://dspace.univ-alger3.dz/jspui/handle/123456789/5341
Appears in Collections:ماجيسترالعلوم السياسية والعلاقات الدولية

Files in This Item:
File SizeFormat 
م.394.320.pdf6.73 MBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.