واقع الأمن الإقليمي في غرب المتوسط بعد 2011 : دراسة حالة مبادرة 5+5 دفاع

Abstract

هدفت هذه الدراسة الى معالجة منطقة غرب المتوسط لاعتبارها من أهم المناطق الاستراتيجية الكبيرة بالنظر للدول المشكلة له، والتي تمثل بوابة البحر الابيض المتوسط من الجهة الغربية. فمنذ بداية 2011 شهدت المنطقة تحولات جيوسياسية أدت إلى تفاقم التهديدات الامنية على الجهة الجنوبية لتصل لدول ضفتي غرب المتوسط، وبذلك اصبحت الدول المغاربية تعاني من التهديدات الامنية المتعددة منها الهجرة غير الشرعية، الارهاب، الجريمة المنظمة. ونتيجة للاعتماد المتبادل الامني بين الضفتين، زادت حدة هذه التهديدات وأصبحت مفتوحة بلاحدود، هذا ما صعب على الدول مواجهتها بشكل مستقل. كما تحولت المنطقة المغاربية من منطقة عبور إلى منطقة تصدير للتهديدات خاصة الساحل الافريقي الذي تحول منذ 2012 لأكثر مناطق العالم توترا وتصديرا لكل أنواع التهديدات التقليدية منها والجديدة. فهذا الوضع اللامستقر، نتج عنه تهديد أمني لمنطقة غرب المتوسط بكاملها وحتى للأمن الدولي. كما بينت الدراسة أن منطقة المغرب العربي تعتبر منطقة تنافس دولي وإقليمي، خصوصا بعد 2011 حيث عرفت بعض الدول المغاربية انهيارا كلياخاصة ليبيا، و نتيجة لضعف هذه الدول في مواجهة هذه التهديدات الأمنية منها تونس، وما يحدث في منطقة الساحل الإفريقي، كل هذا جعل المنطقة المغاربية ملعبا لصراع القوى الدولية والإقليمية من أجل بسط نفوذها. نجد أنها جاءت نتيجة للتحولات الجيوسياسية بعد 2001 وعولمة الإرهاب. وحتى تتمكن هذه الدول من السيطرة على هذه التهديدات نجد مبادرة 5+5 في اطار التعاون الإقليمي، نتيجة للتحولات الجيوسياسية بعد 2011 وعولمة الارهاب، هذا ما أجبر فرنسا على إطلاق مبادرة إقليمية للتعاون العسكري نتيجة المبادرات الأمريكية التي أطلقت في منطقة المتوسط، أما مبادرة 5+5 دفاع فميزتها أنها المبادرة الوحيدة في منطقة المتوسط التي تتعاون في مجال حساس ألا وهو القطاع العسكري، فبالرغم من أن الخلافات بين الدول المغاربية والأوروبية أيضا لم تعرف انقطاعا في العمل نجدها إلى يومنا هذا لا تزال اجتماعات تعاونية بين الدول الأعضاء، وتوجد هيئات تعمل باستمرارية خاصة في مجال التكوين والتمارين العسكرية.