إشكالية التكامل العربي في إطار جامعة الدول العربية في ضوء التجارب العالمية الناجحة : الاتحاد الأوروبي نموذجا

Abstract

لقد حاولت الدراسة تبين مختلف الجوانب التي تحيط بموضوع التكامل الاقتصادي العربي وأهم التحديات التي يواجهها في ضوء تجربة الاتحاد الأوربي التي تعبر عن كثير من الانجازات على هذا المستوى، ومن أجل ذلك حاولت الدراسة في فصلها الأول الالمام بجوانب أهم النظريات التي سادت بعد فترة الحرب العالمية الثانية في مجال التكامل الاقتصادي العالمي، حيث تعرفنا على العديد من النظريات والمقاربات ولعل كان أهما النظرية الوظيفية للمفكر أرنست هاس والتي كانت من أهم الأسباب التي ساهمت في بناء الاتحاد الأوروبي نظرا لموضوعية أفكارها وقابليتها للتنفيذ والتجسيد، كما تعرفنا على أهم التحالفات الدولية في مجال التكامل الدولي الاقتصادي والتي يجدر التنويه إلى أن معظم هذه التكتلات وجدت نفسها أمام عالم معولم لا مجال فيه للاقتصاديات الوطنية المنفردة نظرا لتحديات العولمة فأبت إلا أن تتوحد فيما بينها قصد تشكيل تكامل اقتصادي اقليمي في مواجهة تهديدات العولمة وما صاحبها من إنعكاسات على الاقتصاديات الوطنية المعزولة. وفي الفصل الثاني تناولت الدراسةجامعة الدول العربية والتكامل الاقتصادي العربي والذي ركزنا من خلال هذا الفصل على نشأة جامعة الدول العربية والتي تبين أن الفكرة كانت في أصلها جامعة إسلامية تحولت بعدها إلى فكرة قومية مجردة من القيم الحضارية الاسلامية، وكان هذا برغبة بريطانية عن طريق مبعوثها إنتونيإيدن. كما عرجت الدراسة على أهم التحديات والمعيقات التي تحول دون تحقيق التكامل الاقتصادي العربي والتي صنفناها في هذه الدراسة إلى عقبات وتحديات داخلية -سياسية واقتصادية وأمنية- وأخرى خارجية نذكر فيها رغبة جامحة للدول العظمى في التدخل في شؤون الدول العربية العربية بما يعرقل تكاملها الاقتصادي وذلك عن طريق الاستعمار والمشاريع التكاملية الغير عربية-عربية، التي انغمست فيها الدول العربية ليس بارادتها بل بإرادة الدول الاستعمارية الكبر كما سنرى ذلك لاحقا. وفي الفصل الثالث حاولت الدراسة إظهار مدى قوة الاتحاد الأوروبي وهذا منذ نشأته حيث اعتمد على مقومات النظريات والمقاربات الوظيفية والوظيفية الجديدة، كما يجدر التنويه أن الاتحاد الأوروبي لا يخلو من تحديات ورهانات مستقبلية تحول دون بلوغ مؤسساته الحلم المنشود وهو الوحدة السياسية أي ذوبان كل الدول الأوروبية في وحدة سياسية وهذا امر بعيد لأن التمسك بالوحدة الوطنية لدى الدول الأوروبية الكبيرة يشكل عائقا امام الاتحاد السياسي لدول منظمة الإتحاد الأوروبي. كما حولت الدراسة في الفصل الثالث والأخير إجراء مقارنة بين التجربة الأوروبية في التكامل الاقتصادي والتجارب العربية والتي يبدو أن المقارنة كانت تحتوي على مفارقات كبيرة بين التجارب العربية وتجربة الاتحاد الأوروبي في شتى المجلات من السياسية إلى الاقتصادية إلى التركيبة المؤسساتية فانعدام الحريات والديمقراطية كأساس للحكم الراشد في الوطن العربي فضلا على ضعف الاقتصاديات والبنى الاقتصادية التحتية وزيادة على عدم توفر البيئة الدولية الحاضنة لمشروع التكامل الاقتصادي العربي جعلت من المقارنة بين التجربة العربية والأوروبية تقول بمفارقات كبيرة جدا.