الإنقسامات في مالي و انعكاساتها على أمن و استقرار منطقة الساحل الإفريقي

Abstract

هذه الدراسة تضع وجهة نظر الماليين، بكل تنوعهم في نهج يسمح بإحضار بعض الفروق الدقيقة، لإضفاء الأهمية على بعض الانقسامات في المجتمع المالي، في كثير من الأحيان أغفل في تفسيرها المراقبون أو الماليون أنفسهم - مثل الانقسام بين الشمال والجنوب-. وتمثلت الأساليب المستخدمة لهذا الغرض في إجراء حوارات مع أكاديميين ماليين، وأعضاء المجتمعات المالية ذات الصلة في مقاطعات مختلفة من مالي. تكمن أهمية هذه الصورة الذاتية أولاً وقبل كل شيء في حقيقة أنها ترسي الأساس لفهم مشترك توافقي يتقاسمه المجتمع المالي بأسره بشأن العقبات التي تعترض الانسجام المجتمعي. وتشكل هذه الأسس الخطوة الأولى في عملية أوسع وأعمق تهدف إلى المساهمة في توطيد السلام في مالي.فيما تتفاقم الانقسامات في مالي، تصبح الانعكاسات بالنسبة إلى دول منطقة الساحل الافريقي أشدّ سوءاً. فبلدان المنطقة ليست محصّنة أمام العوامل المخلّة بالأمن والاستقرار التي تنطلق من مالي، حيث تسبّبت الأزمات الإثنية والحكومية والبيئية باضطرابات تجاوزت في حدّتها حركات الطوارق التمرّدية أو الانقلابات المعتادة في البلد مالي،لتصبح موطنًا لتجار المخدرات والجماعات الإرهابية التي تستفيد من "الأماكن غير الخاضعة للحكم" في جميع أنحاء المنطقة. ونتيجة لذلك، تتقاطع الأزمات الإنسانية والإنمائية وأزمات الحوكمة مع المخاوف الأمنية العالمية والإقليمية والمحلية. لقد ساهمت هذه الأخيرة في كبح الفوضى في مالي، إلا أنها لم تؤسّس لاستقرار دائم، ولم تظهر بعد حلول حقيقية طويلة الأمد. وفي الانتظار، فإن تعاظم الانقسامات يزيد من حدّة التأثيرات الأمنية التي يمكن أن تترتّب على بلدان المنطقة.