الإستراتيجيات الدبلوماسية للقوى المتوسطة : حالة الجزائر

Abstract

تركز الغالبية من الدراسات حول السياسة الخارجية للدول على القوى العظمى، ويبدو أن "القوى الوسطى" (الدول ذات القدرات المتوسطة على الساحة الدولية) بحاجة إلى الحصول على مزيد من الاهتمام، بسبب تأثيرها بشأن تحديد جدول الأعمال الدولي حتى لا تترك القوى العظمى تقرر أولوياتها. تلجأ القوى الوسطى إلى مجموعة من الاستراتيجيات: الدبلوماسية المتخصصة (التركيز على عدد قليل من الموضوعات) ، والتعددية (ناقل العمل المميز) والقوة الناعمة (الدبلوماسية الثقافية والتأثير). تمتلك الجزائر العديد من المقومات (الرقعة الجغرافية ، الديموغرافيا ، الاقتصاد ، الجيش، القوة الناعمة)، ومنذ استقلالها عام 1962 قامت بعمل دولي يركز على الوحدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمغرب العربي ، دعم القضية الفلسطينية ووحدة الصف العربي، المشاركة النشطة في إفريقيا ومنطقة الساحل ، المساهمة في التعاون بين بلدان الجنوب و الحوار بين الشمال والجنوب، المساهمة في الحوكمة العالمية، والحفاظ على علاقات مستمرة مع القوى العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين). كما تنشط الجزائر في قضايا معينة مثل حقوق الإنسان ، إصلاح الأمم المتحدة ، مكافحة الإرهاب، المنظمات غير الحكومية الجنوبية، السلام والأمن ، الهجرة ، البيئة ، وحوار الحضارات، مما يجعلها أحد أصوات "الجنوب". لقد اعتبرت الجزائر قوة متوسطة نشطة بين عامي 1962 و 1991 من خلال قيادة العالم الثالث، وحسن الجوار، الوساطات ، والتحرير، ومعاداة الإمبريالية، ومناهضة العنصرية ، لكن هناك العديد من العقبات التي تعرقل نشاطها الخارجي، لاسيما الأوضاع الداخلية، والظروف الإقليمية والدولية.