البعد الأمني للسياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا : التحديات و الرهانات

Abstract

تتناول الدراسة موضوعا على قدر كبير من الأهمية ويندرج ضمن الدراسات الإقليمية المتخصصة، حيث تركز على البحث في العلاقة بين متغير الأمن والسياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا والعوامل الإقليمية والدولية المؤثرة في هذه السياسة، التي يهيمن عليها الشأن الأمني نتيجة هاجس الخوف المتعدد المصادر، بدءا بطبيعة تكوين الشخصية الصهيونية ووصولا إلى احتلال أراض وتشكل محيط معاد لها ومهدد لوجودها ككل، وفي خضم ذلك دأبت إسرائيل على تحيين عقيدتها الأمنية وفق المستجدات والظروف التي طرأت منذ قيامها في 1948 إلى يومنا هذا. ويعد التوجه الإسرائيلي إلى إفريقيا أحد الاستراتيجيات الإسرائيلية في تأمين نفسها من الأخطار المحدقة بها، حيث عمدت إلى تطويق الدول العربية وفك طوق العزلة المفروض عليها عن طريق بناء تحالفات مع عدد من الدول الإفريقية عبر تقديم المساعدات وتطوير الشراكات الاقتصادية والعسكرية بينها، مستفيدة من الأوضاع الدولية التي خلفتها نهاية الحرب الباردة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الدولي، والظروف والتحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها إفريقيا، وحالات التشتت والخلافات وغياب رؤية عربية تجاه القارة الإفريقية وقضاياها وإسرائيل وسياساتها، ومع ظهور بوادر صفقة القرن الأمريكية لتصفية الصراع العربي الإسرائيلي تعزز معها نظام الحماية الأمريكي لإسرائيل، ودخلت العديد من الدول العربية في مسار التطبيع في العلاقات حيث ساهمت هذه التطورات في تعزيز الوجود الإسرائيلي في إفريقيا واستمراره وزيادة انتشاره خصوصا في مناطق القرن الإفريقي والساحل والصحراء الإفريقية التي تصارع جملة من التهديدات الأمنية الجديدة كالإرهاب والجريمة المنظمة وتعد مرتعا للعديد من القوى الإقليمية والدولية بدعوى وبحجة مكافحة الإرهاب وتنمية إفريقيا.