الأمن الإنساني وتحديات التنمية المستدامة في المنطقة المغاربية

Abstract

تقوم هذه الدراسة على فرضية أساسية تتمثل في أن واقع الأمن الإنساني في المنطقة المغاربية يرتبط بمدخلين أساسيين يتعلق الأول بمجموعة من المتغيرات الداخلية التي تعرفها الدولة في المنطقة،حيث أن الفشل في النجاح الديمقراطي والعجز في بناء دولة حديثة تقوم على الفصل التام بين السلطات وتجعل من العمل المؤسساتي مبدأ لتسير القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية تعد صورة لهذه التحديات الداخلية،فالعديد من التهديدات التي يعرفها الأمن الإنساني والتنمية المستدامة في دول المغرب العربي،مثل التهديد البيئي أو الاقتصادي أو التهديد المرتبط بالواقع السياسي و أبعاده،كان لضعف بناء الدولة فيه الدور الأكثر أهمية.وهو ما يدل عليه التقييم العام للوضع السياسي والتنموي في دول المغرب العربي أما عن المدخل الثاني فيتعلق بمجموعة أخرى من العوامل الخارجية حيث أن المنطقة تعرف تنافس دولي خاصة من طرف القوى الكبرى وهو ما يجعلها عرضة للمحولات التدخل الأجنبي،والذي قد يتطور في بعض الأحيان إلى تدخل عسكري مباشر مما يعد تهديدا مباشر للحياة سكان المنطقة المغاربية،ولأمن الإنسان فيها حيث أن هذا النوع من التدخل يفرز تعقيدات لكل أبعاد أمن الفرد والتي تمتد لفترات زمنية طويلة،كما يمكن لهذا التدخل أن يكون سببا في تدهور البيئة و أن يشكل تحدي للتنمية المستدامة .إضافة إلى هذا تعد العولمة كظاهرة دولية أحد أهم العوامل الخارجية المساهمة في تراجع حالة الأمن الإنساني والتنمية المستدامة في المنطقة المغاربية،حيث أنها زادت من حدة الفجوة الاقتصادية والتكنولوجية بين الدول المتقدمة ودول المغرب العربي وعليه فغن دول المنطقة المغاربية مطالبة بضرورة البحث عن المخارج الحقيقة لهذا الوقع وذلك من خلال إرساء المبادئ الكبرى للحكم الراشد،وتقديم نماذج تنموية تتميز بالفعالية من أجل تمكين المواطنين من حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة،ومن اجل حماية السيادة الوطنية للدول المغرب العربي من جهة ثانية.