التحول و التغيير في النظم السياسية

Abstract

ان النحت على صخر التحول والتغيير في النظم السياسية امر صعب للغاية ،ذلك ان فك الارتباط بين مفاهيمه المتشابكة والتدقيق فيها من اساسيات فهم الموضوع فهما على النحو الصحيح . وعلى هذا الأساس ، استندت الدراسة الى خلفية حقل السياسات المقارنة للاشتباك تحليلا وتفسيرا مع المدرستين السلوكية وما بعد السلوكية والتي انتعشت فيها المقارنة ليس فقط كنهج علمي وحسب ولكن ايضا كعمل عقلي يسعى الى بناء المقارنات والبحث عن ادوات جديدة تتمتع بالحساسية المنهجية قصد بلوغ الاهداف المرجوة من اي عمل مقارن . وفي سياق بناء الدراسة كان لزاما ،الاستناد تفسيريا على النهوج التي رافقت تطور التحول والتغيير في النظم السياسية او حاولت تقديم تفسيرات له ،على سبيل المثال النهج الثقافوي والنهج النخبوي والنهج المؤسسي (تبعية المسار)والنهج البنيوي الوظيفي والنهج النسقي،وقد ساعدت هذه النهوج المختلفة على فهم الديناميات التي تساهم في عمليات التحول والتغيير في النظم السياسية على نحو يتيح ،بناء تفسيرات ذات قدرة تنبؤية وتفسيرية معقولة ومتوسطة المدى للتغيير في النظم السياسية وتحولها الديمقراطي . وبما أن الغائية والحتمية التاريخنية هي الأركان الأساسية التي استندت عليها الدراسة في تفسير النهوج او تحديد المفاهيم ذات الصلة بالتحول والانتقال والتغيير، وازالة الغموض على هذه المفاهيم الحساسة في حقل السياسة المقارنة وتدقيقها، فان نماذج من قبيل أمريكا اللاتينية والتي تعتبر المحضن الأساسي لتطور الانتقال الديمقراطي او علم الانتقالية والحالة الجزائرية التي هي محل إسقاط بخصوصياتها ،كفيل بإيجاد نقاط التصادم بين المفاهيم التي انتجت في حقل علم السياسة المقارن وتنزيلها على ارض الواقع والذي يعتبر وفي حالات كثيرة ضربة قوية لتلك المفاهيم او لمفاهيم مرتبطة بالغائية والحتمية التاريخينة في حد ذاتها .