العلاقات السعودية الإيرانية بين المحددات الداخلية والتأثيرات الخارجية 2003 - 2018

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى تحديد مستوى تأثير المتغيرات الداخلية والمتغيرات الخارجية على العلاقات السعودية الإيرانية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 . وتنبع أهمية هذا الموضوع من تزامنه مع مرور منطقة "الشرق الأوسط" بمرحلة إعادة هيكلة جيوسياسية، تخضع خلالها العديد من المفاهيم والأدوات لعملية المراجعة وتحديدا مفهومي الأمن والمصلحة القومية لدى القوى الدولية والإقليمية. وذلك نتيجة بروز متغيرات جديدة تتمثل في دور الفواعل غير الدولاتية مثل الجماعات المسلحة، التي تنامى دورها بعد انطلاق موجة الثوارت العربية في 2011 . وكذا تزايد اكتشافات احتياطي الغاز الطبيعي في مناطق متاخمة في حوض شرق البحر المتوسط.في خضم هذه التطورات تصاعد دور السعودية وإيران كقوى رئيسية في منطقة "الشرق الأوسط" التي تعدّ الفضاء الجيوسياسي الرئيسي للتفاعلات بين الدّولتين، لذا تبحث الدراسة في ماهيةالعوامل الأكثر تأثيرا في العلاقات السعودية الإيرانية في ظل التحولات البنيوية التي تشهدها منطقة "الشرق الأوسط" والنظام الدولي. ولتحليل العلاقة بين متغيرا رت الدراسة تم اعتماد الواقعية الجديدة كإطار نظري لبحث ميزان القوى الإقليمي بين الدولتين وتأثير النظام الدولي، إلى جانب النظرية البنائية في رصد أثر المتغير الأيديولوجي والمذهبي. كما تمَّ توظيف المنهج التاريخي والوصفي والمقارن والمقاربة النسقية لمعرفة المحددات المؤثرة من خلال تتبع نشأة وتطور هذه العلاقات عبر مراحل زمنية مختلفة، وكيفية تفاعلها مع البنية الإقليمية والدولية.توصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ البنية الفوضوية للنظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تحفّز الخلافات الكامنة في المحددات الداخلية المرتبطة بتركيبة النظام السياسي في كلا الدولتين، وخاصة المتغير المذهبي، وهذا ما يجعل التفاعلات البينية السعودية- الإيرانية تتسم بنمط الصراع المستدام.