الاستراتيجية الأمنية للاتحاد الأوروبي في ظل التهديدات الأمنية الجديدة "فترة ما بعد الحرب الباردة"

Abstract

تتناول هذه الدراسة كيفية تبلور الاستراتيجية الامنية للاتحاد الاوروبي في ضوء التهديدات الامنية الاقليميةوالدولية المستجدة ،و اهم العوامل المساهمة في تشكله كنظام أمني إقليمي، أو ما يعبر عنه في الدراسات الأمنية الموسعة بمركب الامن الاقليمي، حيث تسعى هذه الدراسة لتوضيح العلاقة بين المتغيرات والمستجدات الدولية لفترة ما بعد الحرب الباردة، ودورها في إعادة صياغة المفاهيم المرتبطة بالأمن وتركيبته بصفة عامة، واهم المقومات الجيوسياسية والاقتصادية التي ساهمت في نشأة المركب الامني الاقليمي للاتحاد الاوروبي،كمركب مستقل عن البنى الأمنية الدولية الأخرى. لقد فرضت التهديدات الأمنية الجديدة المرتبطة بالبيئة الإقليمية والدولية ،كالإرهاب الدولي،وحركة الهجرة غير الشرعية و اللاجئين،وصعود اليمين المتطرف وتنامي دور التيارات الشعبوية، وجوب تبني رؤية أمنية أوروبية تنبثق عنها إستراتيجية فعالة في لاحتواء تلك التهديدات، من أجل الحفاظ على السلام و الاستقرار في الفضاء الاوروبي، و لتبرز أهمية التماسك المؤسساتي الأوروبي وأهمية الاليات الاقتصادية و العسكرية في إنجاح الاستراتيجية الامنية للاتحاد الأوروبي لتجاوز الخلافات والصراعات التي نشبت بين أهم أقطابه حول استراتيجيات المواجهة. كما تطرقت الدراسة لأهم الدوائر الأمنية والتوجهات الخارجية التي تؤثر وتتأثر بالمركب الأمني الأوروبي، وكيفية تفاعله مع الفضاءات المجاورة له سيما الفضاء الأوراسي والفضاء الأطلسي دون إهمال الفضاء المتوسطي، وتبيان الترابط بين الأمن الأوروبي والقوى الدولية والإقليمية، و على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الفدرالية و تركيا، وأهم الانعكاسات التي ترتب عنها منها: قيام تحالفات استراتيجية (الحالة الامريكية) أو عداوات مرحلية (روسيا) أوتنافس إقليمي (تركيا)، واعترضت الاستراتيجية الامنية للاتحاد الاوروبي جملة من المعوقات، منها ما يرتبط بالجابب الهيكلي (اليات صنع القرار)، ومنها المرتبط بالتنافس الداخلي بين القوى المكونة له، والتي نتج عنها في الاخير انسحاب بريطانيا من المركب الاقليمي الاوروبي، وما ينجر عنه من انعكاسات سلبية قد تفضي لانهياره وتفككه، أو تحولّه إلى محفّز لانطلاقة جديدة تعاد فيها صياغة الاستراتيجية الامنية للاتحاد الاوروبي بشكل أكثر متانة وتجانسا.