طرق انتقال السلطة في النظام السياسي الجزائري : إشكالية التداول 1962 - 2016

Abstract

مثلت مسألة تولي السلطة وانتقالها أو الاستمرار فيها واحتكارها مشكلة مركزية في النظام السياسي الجزائري منذ الاستقلالنظرا للظروف الغامضة والصعبة التي مر بها، وأصبحت مسألة السلطة أهم محور تدور حوله مختلف العمليات السياسية في هذا النظام، جعلت من هذه المسألة غاية ووسيلة في نفس الوقت لكل الفعاليات السياسية سواء في مرحلة الأحادية الحزبية أو بعد الانفتاح السياسي التعددي. فمن أجل تحقيق قدر من الشرعية السياسية للنخب الحاكمةوالحفاظ على الاستقرار السياسي تبنىالنظام السياسي الجزائري مبدأ التعددية السياسية والتي تعتبر آلية ديمقراطية للتداول على السلطة،وأصبح المواطن يتوق لممارسة حقوقه السياسية بحرية، تمكنه من تجسيد مبدأ التعددية وتجعل لعملية المعارضة دورا فاعلا، مقابل ذلك نجد أن هذه العمليات استدعت المزيد من التشدد من طرف السلطة، مما جعل مختلف الفعاليات تواجهها إما بالرفض لتوجهاتها، أو بالتوجه إلى العنف كوسيلة وحيدة للتعبير عن رفضها لسياساتها، وعدم الاعتراف بشرعيتها.فالبحث في كيفية انتقال السلطة وتداولها، يستدعيتبيان العلاقات السائدة بين النظام والمجتمع بنخبه السياسية والمدنية واختبار قدرة النظام على الأداء وقدرته على مواجهة التحديات ومن ثم قدرته على الاستقرار والاستمرار.فالتناقض كان ولا يزال ظاهرا بين ما يقدمه النظام السياسي الجزائري من مخرجات تؤسس ظاهريا للتداول السلمي على السلطة وفقا لإرادة شعبية في انتخابات حرة ونزيهة وبين الواقع السياسي الذي يعكس سيطرة نخبة قليلة على مقدرات الحكم دون أن يكون هناك مجالا تعدديا حقيقيا للتنافس السلمي على السلطة.