البعد الأمني لسياسة الجوار الأوروبية تجاه المغرب العربي

Abstract

شكلت الأهمية الجيوسياسية و الاقتصادية لمنطقة المغرب العربي مصدرا أساسيا لاهتمام القوى الكبرى و على رأسها الاتحاد الأوروبي ،في ضل بيئة دولية صراعية ، معرفة بدلالة التهديدات و الأخطار الأمنية و هو ما توضح على رأس اهتمامات الطرف الأوروبي ممثلا في سياسته الخارجية و إستراتيجيته الموجهة للمغرب العربي . و قد تراوحت العلاقات الأورومغاربية بين الحوار و الشراكة و أخرها السياسة الجوارية في 2004، جاءت كلها بمبادرة وتمويل أوروبيين، الأمر الذي دفع إلى التساؤل عن فحوى تعدد صيغ التعامل بين ضفتي المتوسط، لاسيما في ضل تحول هوية التهديدات الأمنية من طابع تقليدي دولاتي تحركه الدول، إلى أخطار جديدة لا ثماثلية تتحكم فيها عناصر لا دولاتية من إرهاب و هجرة غير شرعية و جريمة منظمة هذا من جهة، و من جهة أخرى، تبرز إشكالية التعامل الأوروبي ككل موحد مع الطرف المغاربي المجزئ، الذي تأرجح بين خطاب يعرفه كحلقة من الأصدقاء و ضرورة حسن الجوار، و بين واقع يتعامل معه كبيئة خارجية للأوروبيين مليئة بمصادر التهديد لوحدة التحليل المركزية الأوروبية، رافقها بروز مفاهيم ومقاربات أوروبية براغماتية :الأوربة، المشروطية الدفع بالعنف نحو الخارج، دون أن تكون للمغرب العربي مساهمة في تشكيل الحلول الأمنية للمتوسط .