المناطق الحدودية وأثرها على سياسات الدول : دراسة حالة إيران بعد 2001

Abstract

طرأت تغيرات كثيرة على الحدود السياسية دفعت بعض الدارسين للحديث عن نهايتها نتيجة التحولات الكبيرة التي تشهدها العلاقات الدولية، غير أن الواقع أثبت قدرة الدولة على التكيف مع تلك التطورات بما يخدم مصالحها والمحافظة على كيانها، وإن تنازلت جزئيا عن سيادتها بالمفهوم الويستفالي. ومن منظور جيوبوليتيكي ينتقل التركيز على المناطق الحدودية باعتبارها الأكثر تعبيرا عن التفاعلات التي تحصل بين الدول؛ سعيا منها للحفاظ على أمنها أو بسط نفوذها، وتتوقف سياساتها على قدراتها في كل منطقة من هذه المناطق. وعند اسقاط هذا التصور على الحالة الإيرانية خاصة بعد سنة 2001 التي عرفت أحداثا مهمة في جوارها الجغرافي المباشربداية بالاحتلال الأمريكي لأفغانستان ثم العراق وما فرضه عليها من تحديات لحماية أمنها القومي ومنافسة القوى الدولية والإقليمية الأخرى على النفوذ، والذي تضاعف بشكل أكبر عقب الانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية بعد 2011؛ حيث سعت إيران للاستثمار فيها لبسط نفوذها في المنطقة كلها، وبقدر ما أتيحت لها من فرص واجهتها في الوقت نفسه جملة من التحديات سواء في حدود سيادتها أو حدود أمنها أو حدود نفوذها.