دور الحركات الاسلامية في تحقيق التحول الديمقراطي في الوطن العربي : حالة حركة النهضة في تونس بعد 2011

Abstract

تبحث هذه الدراسة بالنقاش والتحليل موضوعا موسوما بـــ: " دور الحركات الإسلامية في تحقيق التحول الديمقراطي في الوطن العربي: حالة حركة النهضة في تونس بعد 2011" انطلاقا من مشكلة بحثية رئيسية متمثلة في: إلى أي مدى ساهمت الحركات الإسلامية في عملية التحول الديمقراطي في الوطن العربي ؟، وهل تمكنت حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية كأحد القوى الصاعدة من الإسهام في مسار التحول الديمقراطي في تونس بعد 2011 ؟ ومن فرضية رئيسية: قامت الحركات السياسية الإسلامية بسلسلة مراجعات نقدية متدرجة، خاصة تجاه طبيعة علاقتها بالديمقراطية، التي تطورت كثيرا باتجاه القبول بها كآلية للتداول السلمي على السلطة. وقد مثلت حركة النهضة أنموذجا معبرا عن هذا التطور مما أهلها لتقديم إسهام إيجابي في عملية التحول الديمقراطي في تونس بعد 2011. وللإجابة عن الإشكالية الرئيسية واختبار مدى صحة الفرضية الأساسية تم تقسيم الدراسة إلى أربعة فصول، تناولنا في الفصل الأول: التأصيل المفاهيمي لمتغيرات الدراسة من خلال ثلاثة مباحث، بينما تناولنا في الفصل الثاني دراسة العلاقة بين المتغيرين في المنطقة العربية وذلك في ثلاثة مباحث، وجاء الفصل الثالث للتعرف على طبيعة تفاعلات البيئة المحيطة بحركة النهضة التونسية من خلال ثلاثة مباحث، وأخيراً الفصل الرابع الذي اختص بالبحث في مدى إسهام حركة النهضة في عملية التحول الديمقراطي تونس بعد 2011، ثم اختتمنا البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج التي تم التوصل إليها. وقد توصلت الدراسة في الختام إلى الإجابة عن الإشكالية الرئيسية، وكذا اختبار صحة الفرضية الرئيسية، وهذا ما سيتم توضيحه في الآتي: بالنسبة للإشكالية الرئيسية، خلصت الدراسة إلى أن أغلب الحركات الإسلامية، وبعد مراجعات فكرية عميقة ومتدرجة، تمكنت من تطوير مقولاتها وتصوراتها باتجاه القبول بالديمقراطية كآلية ناجعة لتجسيد مبدأ التداول السلمي على السلطة واكتساب شرعية الحكم من الشعب مباشرة، وتوفير الآليات الكفيلة بحماية حقوق الإنسان ورعاية الحريات العامة والتوزيع العادل للثروة..إلخ. وما كان لهذا التطور أن يتحقق لولا التجارب المؤلمة التي خاضتها الحركات الإسلامية في العقود السابقة في تفاعلها مع النظم العربية المستبدة. كما خلصت الدراسة إلى أن حركة النهضة نجحت إلى حد بعيد في دعم مسار التحول الديمقراطي من خلال تبنيها لإستراتيجية التوافق برغم حالات التعثر والارتباك والتردد التي اتسمت بها النهضة في بعض الفترات، وهذا ما يثبت صحة الفرضية الرئيسية.يمكننا القول في ختام هذه الدراسة إلى أن ما ميز تونس عن غيرها من الدول العربية الأخرى، هو أنها كانت أكثر استقرارا في مختلف المراحل التي مرت بها بعد الإطاحة برأس النظام السابق، وهذا برغم الصعوبات الجمة والعوائق التي اعترضت طريقها، غير أن وعي النخب التونسية وخاصة حركة النهضة بتحديات المرحلة، حال دون إجهاض التجربة الديمقراطية الفتية في تونس الجديدة، ومع ذلك من المبكر جدا الحديث عن رسوخ الديمقراطية في هذا البلد الذي لا يزال يعيش معترك البناء الديمقراطي.