أبعاد الموقف التركي تجاه الثورات العربية : دراسة حالة سوريا

Abstract

تناولت الدراسة أبعاد الموقف التركي تجاه الثورات العربية ـ دراسة حالة سوريا ـ خلال الفترة 2010 ـ 2017، إذ شهدت هذه الفترة حراك عربي لبعض الدول العربية بداية من تونس، ليبيا، مصر، البحرين، اليمن وصولا إلى سورية. وركزت الدراسة على الموقف التركي حيال الثورات العربية، إذ تبنت مواقف مختلفة بشأن دعم هذه الثورات، ففي الوقت الذي تابعت فيه أحداث تونس بحذر، كانت على الجانب الآخر أكثر وضوحا مع الثورة في مصر ودعوتها النظام المصري إلى ضرورة إدخال إصلاحات سياسية والإستجابة لمطالب الشعب وإلى نقد النظام ومطالبته بالرحيل. لقد اتسم الموقف التركي إزاء أحداث الربيع العربي بالتردد والإرتباك والحذر في آن واحد. وهذا راجع إلى أهمية تحليل كيفية تعامل تركيا مع هذه التغيرات والتأثيرات المتوقعة لها في المنطقة العربية. من جهة أخرى، كان الموقف التركي في بداية الأزمة السورية يحاول التوسط لحل الأزمة لكن في نفس الوقت كان متعاطفا مع الثوار وقام بتنشيط دور المجتمع التركي في استضافة أنشطتهم في تركيا. ولكن، ومع تطور الأحداث في سورية خاصة في ظل التحولات المستمرة فيها، جعل تركيا تعيد النظر في موقفها الرسمي تجاه تلك الأحداث، وهذا لوجود العديد من الملفات المشتركة بين البلدين أبرزها المسألة الكردية وما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات على تركيا، أضف إلى ذلك وجود أسباب سياسية وإقتصادية وحتى ثقافية وإجتماعية تربط بين البلدين. فتركيا تتخوف من تصدير الأزمة السورية إلى ديارها مباشرة عبر حدودها التي تربطها مع سورية. وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ تركيا تسعى للعب دور إقليمي في المنطقة العربية، من خلال الوقوف إلى جانب الشعوب العربية التي تسعى إلى تغيير النظام القائم وهذا بغية تأكيد تركيا لرسم معالم سياستها الخارجية القائمة على مبدأ تصفير المشكلات.