جيوبوليتيكا توسع حلف الناتو : بين مشروع عولمة الأطلسية وتحدي الاستراتيجيات القارية.

Abstract

تناقش هذه الدراسة عولمة حلف الناتو وتوسُّع النظام الأورو-أطلسي، مستندةً في ذلك إلى المنهج الجيوبوليتيكي ونظرية الأحلاف العسكرية لتفسير مهامه، استراتيجياته وعقائده السياسية والعسكرية، وكيفيات تعامله مع القوى التقليدية المنافسة له. تعاملت الدراسة مع هذا الحلف من خلال أجندته العالميةالرامية لوضع ترتيبات أمنية واستراتيجية خاصَّة تسمح بهيمنة الجماعة الأورو-أطلسية وتضمن توسُّعَها الجيوبوليتيكي.لذلك تنطلق الدراسة من اعتبار حلف الناتو ظاهرةًجيوبوليتيكيّةً، بمعنى أن الجغرافيا تلعب دوراً أساسيّاً في توجُّهاته الاستراتيجية والعسكرية، وهي تَرسُم نطاقات تدخله ومسرح عملياته. تعتمد الدراسة على ثنائية الفكر الجيوبوليتيكي الكلاسيكي التي تقول بصراع قوى البر (التيلوروكراتيا)، وقوى البحر(التالاسوركراتيا)، وناقشت قياساً على ذلك الصراع بين عولمة الناتو التي تمثل مشروعا لعولمة الأطلسية، والاستراتيجيات القاريَّة التي تمثل كل قوى البر التي ترفض هذه المشروع على رأسها روسيا الأوراسية وتتبعها الصين وإيران.تعتبر الدراسة أن احتمالات المواجهة والحرب بين القوتينالبرية والبحرية واردة جدّا، خصوصاً مع التزام الناتو بمبدأ التدخل خارج منطقته وعولمة مهامه واستمراره في محاولة السيطرة على المنطقة الأوراسية التي لا تزال تتمتع بأهميتها كما أقر بذلك علماء الجيوبوليتيكا الأوائل حين اعتبروها مدخلاً للسيطرة على العالم.