دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية التركية

Abstract

يدور البحث حول دور المؤسسة العسكرية التركية في الحياة السياسية، حيث انصب الاهتمام على العلاقات المدنية العسكرية خاصة مع بروز الدول المستقلة حديثا وقصور البحث في النماذج الغربية وخاصة الحالة الأمريكية ذات السياق التاريخي والثقافي المختلف عن تركيا. لقد لعب الجيش التركي دورا هاما في تأسيس الجمهورية والحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الترابية التركية، ويأتي الدور المميز له من إرثه التاريخي باعتباره سليل الجيش الامبراطوري الذي امتد وتوسع في آسيا وأوربا وإفريقيا، فالتقاليد العسكرية التركية تمتد إلى الحقبة العثمانية أين كانت الدولة تتداخل مع الجيش وأين حظي الجيش دائما بمكانة هامة في المجتمع. وامتد هذا التأثير للمرحلة الكمالية التي عرفت ولادة الجمهورية في ظروف تميزت بتقسيم إرث الامبراطورية العثمانية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد الانتصار في حرب التحرير الوطنية أسس مصطفى كمال الجمهورية الجديدة على مبادئ العلمانية والتحديث والتتريك. حافظت المؤسسة العسكرية على دورها السياسي من خلال مجموعة من الميكانيزمات المباشرة وغير المباشرة، ووظفت التهديدات المتمثلة في الاسلام السياسي والانفصالية الكردية لتبرير تدخلاتها المستمرة في السياسة، إذ شهدت تركيا عدة انقلابات عسكرية في تاريخها انطلاقا من انقلاب 1960 ووصولا إلى المحاولة الانقلابية الأخيرة في جويلية 2016 . وقد شهدت فترة وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة مع مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوربي بداية التحول في الدور السياسي للجيش، مما أدى إلى بروز نموذج جديد للعلاقات المدنية العسكرية، إلى أن جاء التحييد الكلي للمؤسسة العسكرية بعد المحاولة الانقلابية لجويلية 2016 وخروج الرئيس"أردوغان" منتصرا منها، وعزز سلطاته السياسية بعد تحويل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي، وتمت السيطرة على المؤسسة العسكرية التي أصبحت أدوارها مقتصرة على حماية البلاد خاصة مع تدهور الأوضاع في الجوار التركي.