دور المجتمع المدني في تحقيق الاستقرار السياسي في الجزائر 1999- 2009

Abstract

يعتبر المجتمع المدني من المصطلحات البارزة التي لقيت رواجاً أكاديميــــــاً و علمياً خلال العقدين الماضيين على جميع الأصعدة ، العالمي و القــــــــاري و العربي بسبب عدة عوامل تمثلت في تعاظم دوره في استعادة الديمقراطية و تفعيلها،خاصة في البلدان السائرة نحو الديمقراطية. وقد احتلت منظماته مكانة بارزة في نسق البناء السياسي للدولة في الجزائر لا سيما بعد صدور دستور فبراير 1989، الذي أقر دخول مرحلة جديدة في الحياة السياسية هي مرحلة التعددية الحزبية، و بعد صدور ترسانة من القوانين. و بما أن أي مجتمع يهدف و يسعى إلى تحقيق التطور الحضاري و التنمية الشاملـــة و التقدم ، فـإن ذلك لا و لن يتحقق إلا بتوفر عامل جد مهم هو الأمن و الاستقرار الداخليين ، فلا يمكن الحديث عن تنمية شاملة في ظل غياب تنمية سياسية تكفل الاستقرار السياسي، و لا يمكن الحديث أيضاً عن الاستقرار السياسي في ظل عدم رسوخ الممارسات الديمقراطية ، ولا يمكن تحقيـــــــــق ذلك إلا في ظل مشاركة سياسية فعالة ، و التي لا يكون لها معنى إلا في ظل وجود مجتمع مدني نشـــــــــــط و فعال. و في هذا الإطار تحاول هذه الدراسة معالجة دور المجتمع المدني الجزائري في تحقيق الاستقرار السياسي وذلك في الفترة الممتدة من سنة 1999 الى غاية سنة 2009، وقد تم التركيز على هذه المرحلة بالنظر إلى أن عهد التعددية السياسية الذي افتتحته الجزائر سنة 1989 عرف تعثرات خطيرة أدت بالبلاد إلى الانزلاق الى مستنقع الإنفلات الأمني. لكن وبعد استرجاع البلاد للشرعية الدستورية تظافرت الجهود من أجل دعم الاستقرار السياسي ومسيرة التنمية السياسية و هنا برز دور منظمات المجتمع المدني التي احتلت مكانة مميزة داخل النسق السياسي للنظام الجزائري، بحيث برز دور جديد أنيط بها هو المساهمة في تحقيق الاستقرار السياسي في أفق بناء حكم راشد جزائري يكفل حقوق المواطنة و يرسخ دولة القانون و ينقل الأداء الديمقراطي من نمط الديمقراطية النيابية إلى نمط الديمقراطية التشاركية