استراتيجية التنمية السياسية في ظل مكافحة الفساد والاصلاح السياسي في المنطقة العربية : دراسة وصفية تحليلية في واقع مستقبل المنطقة العربية

Abstract

إن الحديث عن التنمية الإنسانية عموما والتنمية السياسية خصوصا والتي تقوم على التخلص من قيود الطغيان المادي والمعنوي والتعسف والاستغلال والفساد بشكل أساسي ، فمنطق التنمية السياسية يقوم على دعم المبادرة والمشاركة والعدالة المؤسسة لمبادئ المسؤولية والمساواة في الفرص فهو يؤسس بذلك لمبدأ كرامة وحقوق الإنسان ومكرس لأولويات المواطنة والحكم الراشد. وهذا ماذهبت اليه برامج الأمم المتحدة ، وكذا الدراسات والمتلقيات العلمية الى أن أكبر عائق وتحدي يواجه التنمية الإنسانية بشكل عام والتنمية السياسية بشكل خاص في المنطقة العربية هو تحدي الفساد والذي اعتبر ملازما للحضارات البشرية وجزءا لا يتجزأ من الصراعات والأزمات السياسية، الأمنية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية عبر العصور والأمكنة. ونظرا للتحولات التي شهدها العالم خاصة مع مطلع التسعينات والموجة الجديدة التي عرفتها البنية العالمية، صار للظاهرة بسهولة بمكان إمكانية أن تعبر القارات، كما أنها في الأصل عابرة للحضارات قديما وحديثا. وبناءا عليه يمكننا القول أن الفساد ظاهرة معقدة ومركبة، عالمية ومتجددة، كما أنها تحمل في طياتها زوال الأنظمة والمجتمعات، تهدد أمنها واستقرارها وتنميتها، وتفوض مؤسساتها الاقتصادية وأنظمتها المالية وبنيتها السياسية ،الأمر الذي ينعكس بالسلب على القيم الأخلاقية والبني الاجتماعية والثقافية، مما يؤدي إلى زعزعة الثقة وإعاقة الخطط والسياسات والبرامج التنموية. لذا وجب التصدي لهذه الظاهرة. ولن يتأتى هذا إلا بضبط مفهومها وأسبابها وكذا وسائلها وأبعادها، ومن ثم البحث عن سبل علاجها و تكاتف الجهود والإرادات الصادقة للحد من أثارها، وذلك باتباع إستراتيجية واقعية وفعالة ممكنة للإصلاح السياسي كاهم الأولويات بالمنطقة العربية. . وفي هذا الصدد مثل موضوع التنمية السياسية ومكافحة الفساد والإصلاح السياسي أحد القضايا التي تحتل إهتمام المواطنين في المنطقة العربية، و واحد من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة السياسية من جهة والعلمية والفكرية من جهة ثانية .