العلاقات الصينية المغاربية : الجزائر أنموذجا

Abstract

تعد العلاقات الصينية المغاربية ، وخاصة العلاقات الصينية الجزائريةمن أقدم العلاقات وتوغلها، كما تميزت عبر مراحل تطورها التاريخي بالسلوك الودي ، ويمكن وصفها أنها علاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والمنفعة المتبادلة لكلا الطرفين من دول مغاربية والصين وفي جوانب مختلفة : سياسية ، اقتصادية ، ثقافية . تعالج هذه الدراسة كذلك مدى التوافق والانسجام في المواقف بين الصين والدول المغاربية في مختلف القضايا التي تهم الطرفين ، وعلى ضوء ذلك تظهر لنا إشكالية الموضوع ، فبعد النمو الاقتصادي الذي عرفته الصين أيقض لديها طموحات للنفوذ العالمي في اطار المصلحة والاعتماد المتبادل ، وكان من أبرز توجهاتها في العقد الأخير هي نحو المنطقة المغاربية بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة ، فالإشكالية المطروحة هي: فيما يتمثل واقع وافاق العلاقات الصينية المغاربية عموما والجزائر خصوصا؟ الدول المغاربية والصين كانتا جنبا الى جنب ضد الهيمنة الغربية والاتحاد السوفييتي سابقا ، كما أن موقف الدول المغاربية من المقاطعات المنفصلة عن الصين الأم كان واضحا وهو وحدة الأراضي الصينية. وفي السنوات الأخيرة نلاحظ تطور كبير في حجم المبادلات التجارية بين الصين والدول المغاربية ما عدا موريتانيا، بالإضافة الى الاستثمارات المتنوعة بين الطرفين . كما أشرت في هذه الدراسة الى مدى مساهمة كل من المنتدى التعاون الافريقي والمنتدى التعاون العربي، في توثيق وتفعيل العلاقات بين الصين والدول الافريقية والعربية . وخلصت الدراسة كذلك الى أنه وبالرغم من تطور العلاقات بين الصين والدول المغاربية الا أنه واقعيا تبقى علاقات اقتصادية ضعيفةسواء في حجم التبادلات التجارية أو فيما يتعلق بالاستثمارات الصينية في المنطقة ، وهذا ما يمكن تفسيره بأنه راجع الى البراغماتية الصينية في علاقتها بهذه الدول . كما عالجت الدراسة العلاقات الصينية المغاربية ودراسة حالة الجزائر، والتي كانت ولا زالت علاقات صينية جزائرية متميزة من قبل فترة الاستقلال الى يومنا هذا،وقد مست هذه العلاقات مختلف المجالات. وفي الأخير تم التطرق من خلال ما ذكر سابقا الى السيناريوهات المستقبلية للعلاقات الصينية المغاربية والتي كان فيها سيناريو التعاون و التنسيق في المجال الاقتصادي خاصة ، هو المرجح كونه يمثل، السياسة الصينية حيال الوطن العربي، كما يوضحه مواقف الصين إزاء قضايا المنطقة خاصة مع بداية القرن الحادي و العشرين.