تأثير السياسات الأوروبية في منطقة المغرب العربي على مشروع التكامل المغاربي في فترة ما بعد الحرب الباردة

Abstract

لقد انعكست التحولات الدولية لفترة ما بعد الحرب الباردة على منطقة المغرب العربي، شأنها في ذلك شأن العديد من المناطق في العالم، لاسيما العالم الثالث الذي وقعت أغلب التحولات الدولية على حسابه، حيث تزامن الاعلان عن تأسيس الاتحاد المغاربي وفق معاهدة مراكش 1989 مع أهم هذه التحولات. وعليه تسعى هذه الدراسة -في فصولها الأربعة- إلى تحليل وتقييم تجربة التكامل المغاربي على ضوء التفاعل بين عوامل البيئة الداخلية والخارجية التي تؤثر فيها، وأهم هذه العوامل هو العلاقة مع الاتحاد الأوروبي. فانخراطدول المغرب العربيفي مشاريع وسياسات الاتحاد الأوروبي في المنطقة له نتائج سلبية وخصوصاً بسبب تحول هذه السياسات إلى بديل عن استراتيجية حقيقية للتعاون والتكامل المغاربي كما هو منصوص عليه في اتفاقية مراكش المؤسِسة لاتحاد المغرب العربي. و قد تم تناول هذا الموضوع من خلال أربع فصول، تعرض الفصل الأول إلى الإطارالمفهومي والنظري لمتغيري الدراسة(السياسات الأوروبية في منطقة المغرب العربي، والتكامل المغاربي)، وخصص الفصل الثاني لتطور العلاقات الأوربية المغاربية من اتفاقيات التعاون لسنتي 1969و 1976 وصولا إلى اتفاقيات الشراكة الثنائية المبرمة في اطار مسار برشلونةبين الاتحاد الأوروبي والدول المغاربية الثلاث(تونس، المغرب والجزائر)، وكذا مختلف المشاريع التي تلت إبرام هذه الاتفاقيات، أما الفصل الثالث فقد تناولالإطار التاريخي والمؤسساتيلمشروع التكامل المغاربي، وتأثير متغيرات البيئة الإقليمية والدولية في التكامل المغاربي، أما الفصل الرابع فقد حاول الكشف عن الكيفية التي تفاعل وفقها الاتحاد الأوروبي مع مشروع التكامل المغاربي، وقياس التكامل المغاربي في فترة ما بعد الحرب الباردة. ثم محاولة استشراف مستقبل التكامل المغاربي في ظل السياسات الأوروبية في منطقة المغرب العربي.