Please use this identifier to cite or link to this item: https://dspace.univ-alger3.dz/jspui/handle/123456789/3715
Title: أزمة العلاقات الفرنسية الجزائرية : دراسة في الاشكالية الذاكراتية والتوظيف السياسي الماضي
Authors: صويلح, مولود
Keywords: الذاكرة
السياسة الخارجية
Issue Date: 2018
Publisher: جامعة الجزائر 3
Abstract: كان انفجار الذاكرات الخاصة بحرب التحرير الجزائرية أحد أكبر التمظهرات على التأثيرات التي يُمارسها مسار التحوّل الديمقراطي في الجزائر من جهة، و أحد أكبر التمظهرات كذلك عن أزمة الهوية و الانتماء داخل المجتمع الفرنسي، و التي تمت مضاعفتها بفعل ديناميكيات العولمة و النزعات الكوسموبوليتانية. *- يرتبط تَعقُّد و عمق الإشكالية الذاكراتية الجزائرية-الفرنسية بشكل كبير بحقيقة اعتبار النظام الجزائري للذاكرة كأحد أكبر موارد الشرعية التي يحتاجها من أجل إعادة إنتاج نفسه، و ذلك من خلال مختلف التوظيفات السياسية للذاكرة؛ هذا من جهة، و من جهة ثانية، حاجة مختلف الفاعلين السياسيّين الفرنسيّين لهذه الذاكرة من أجل التعبئة الانتخابية في حالات الضرورة و استمرارية التأثير الذي تمارسه الثقافة الكولونيالية على سلوك و مواقف هؤلاء الفاعلين. *- شكّلت الظروف السياسية و العسكرية الخاصة التي ميّزت المرحلة القصيرة نسبيا من استقلال الجزائر عاملا حاسما في اللجوء إلى العمل بمنطق الشرعية الثورية ترسيخا و بناءا لهوية جزائرية مستقلة و فخورة بثورتها و استقلالها، و هو ما أدّى إلى احتكار الكتابة التاريخية من طرف السلطة السياسية. غير أننا نلمس في السنوات الأخيرة مؤشّرات على بداية الكتابة التاريخية العلمية بعيدا عن منطق السلطة. هذه السلطة التي بدأت فعليا في القيام بخطوات ملموسة من أجل استرجاع الأرشيف و بعض الأشياء ذات الدلالة الرمزية القوية التي تعبّر عن إرادة في المضي في كتابة تاريخ الجزائر و التدقيق فيه. بالمقابل فإن الاعتراف الفرنسي بالجرائم الكولونيالية و التقدم بطلب الاعتذار إلى السلطات الجزائرية من شأنه أن يكشف عن حجم التناقض الذي وقعت فيه مهد الثورات و حقوق الإنسان، فرنسا التي لم يمنعها شعار أخوة-مساواة-حرية من ارتكاب أحد أبشع صور القتل الجماعي خلال القرنين 19-20، و هو ما يفرض ضرورة تطهير التاريخ و الروح الفرنسيتين من هذه الثقافة الكولونيالية التي تمتد جذورها إلى الجمهورية الثالثة، و تلتزم أخلاقيا و قانونيا بإسكات كل الأصوات المراجعاتية و الإنكارية التي تستهدف إعادة تأهيل الذاكرة الكولونيالية المجرمة. *- تمارس تجربة حرب التحرير الجزائرية تأثيرا في نظم الإدراك و الاعتقاد و التصوّر و السلوك و المواقف لدى مختلف الفاعلين السياسيّين الذين عايشوا هذه التجربة. هو تأثير ترك الكثير من الحساسية المفرطة بين الفاعلين في الدولتين، مما يخلق صعوبات ضخمة في قدرة الفاعل السياسي على تبنّي سلوكيات و مواقف طبيعية و عقلانية. و على العكس من ذلك، فإن الفاعلين السياسيّين الذين لم يعايشوا تجربة حرب التحرير الجزائرية، قد كانت لهم سهولة نسبية في إثارة و محاولة معالجة الجوانب الأكثر تعقيدا في هذا التاريخ الكولونيالي، و ذلك بغض النظر عن نجاح أو فشل هذه المحاولات. فمن شأن عملية تعاقب الأجيال السياسية في فرنسا و تحييد التأثيرات السلبية لمختلف اللوبيات الذاكراتية، المساعدة على فتح آفاق واسعة أمام العلاقات الجزائرية-الفرنسية من خلال التمكّن من تجاوز تراكمات الماضي و آثاره على الفعل السياسي بين الدولتين، و التحوّل باتّجاه التقارب و التطبيع النهائي لهذه العلاقات. بالفعل، ستجد الدولتان نفسيهما في حالة تفاعل و تخاطب عبر شخصيات و أجيال سياسية أقل تأثّرا و استبطانا للماضي الكولونيالي، مما يسمح بتحييده و حصره في نطاقه الطبيعي؛ نطاق الكتابة التاريخية العلمية. *- الثقافة السياسية الفرنسية هي ثقافة مواجهة، و هي بهذا المعنى في تعارض مع ثقافة التوافق و التنازل و التقارب التي تسمح بالقبول بالآخر. فثقافة المواجهة ترتبط ارتباطا قويا بإرهاصات عمليات الانتقال الفاشل إلى الجمهورية الرابعة التي لم تعمّر طويلا و الانتقال العنيف إلى الجمهورية الخامسة الذي تم من خلال انقسامات حقيقية داخل المجتمع الفرنسي بكل تياراته. و بناء على ذلك، فإن تطبيع العلاقات الفرنسية-الجزائرية و تحقيق المصالحة التاريخية بشكل دائم، يستلزم الانتقال من ثقافة المواجهة إلى ثقافة توافقية تكون أكثر انفتاحا و أكثر استعدادا للاعتراف بحدود الأنا و أخطائه.
Description: 479ص.
URI: https://dspace.univ-alger3.dz/jspui/handle/123456789/3715
Appears in Collections:دكتوراه العلوم السياسية والعلاقات الدولية

Files in This Item:
File SizeFormat 
د.920.320.pdf6.23 MBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.