البعد الديني في العلاقات الايرانية العربية منذ 1979

Abstract

تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على العلاقات الجزائرية الإيرانية الراهنة إضافة إلى تحليل ومناقشة تداعياتها على التوازنات الإستراتجية في منطقة المغرب العربي في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة وبالغة التعقيد، فمن خلال تتبع تاريخي لمراحل العلاقات الجزائرية الإيرانية في مختلف مراحلها ومنعطفاتها ،وصولا إلى مرحلة إعادة التأسيس وتطبيع العلاقات مطلع الألفية، وبمراجعة مسحية ودراسة تحليلية.. يظهر أن العلاقات الجزائرية الإيرانية ذات أبعاد تاريخية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية تحمل رهانات إستراتجية، كما أن العلاقات الجزائرية الإيرانية الراهنة بوتيرتها المتصاعدة تعد مدخلا لإقامة وبناء علاقات عربية إيرانية متوازنة وتوافق عربي إيراني وحفظ القيم والدفاع عن المصالح المشتركة ومواجهة الترتيبات الدولية ، بعيدا عن الصراعات والاستقطاب المذهبي والطائفي والعرقي الذي يستنزف الجميع. في هذا السياق يمكن القول أن العلاقات الجزائرية الإيرانية تقدم للعلاقات العربية مع الدول الإقليمية نموذجا جديدا من الشراكة والعلاقات البينية المثمرة المستندة لقاعدة صلبة من الإٍرث الثوري للبلدين والاستقلالية والواقعية السياسية والبراغماتية المتكيفة مع التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية ومراعاة المصالح المشتركة ، إذ توفر المدخل الملائم للتأثير في التوازنات الإستراتيجية في منطقة حيوية كالمغرب العربي بما يضمن الدفاع عن قيم ومصالح البلدين، والتماهي مع توجهات دولية تعمل وتسعى من أجل عالم متعدد الأقطاب وخلق التوازن بين الفضاءات الدولية الكبرى بما يحقق مصالح كلا الطرفين.