سياسات معالجة الهجرة غير الشرعية في الجزائر 2000- 2014

Abstract

تعد الهجرة أحد أوجه التفاعل الإنسان التي تستدعي دراسة معمقة للكشف عن واقع هذه الظاهرة، فالاهتمام الأوروبي بمنطقة جنوب المتوسط قد ازداد بعد بروز ظواهر عابرة للحدود مثل تجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية...إلخ وهو الأمر الذي يستدعي تكثيف التعاون مع دول المنطقة في مجال الهجرة وخصوصا غير الشرعية والتي جاءت كنتيجة لحالة اللاّأمن. وعن دوافع الهجرة غير الشرعية ، فتعود إلى ازدياد عدد الشباب في دول العالم الثالث وتناقص فرص العمل ، ثم أتت العولمة لتفاقم من حركة البشر و رؤوس الأموال وتزيد من حدة الفوارق بين الدول الغنية والفقيرة، بالإضافة إلى عامل القرب الجغرافي والثروة، فكما يلخص العالم الديمغرافي الفرنسي ألفريد صوفي إشكالية الهجرة بقوله : "إما أن ترحل الثروات حيث يوجد البشر وإما أن يرحل البشر حيث توجد الثروات ".

بالإضافة الى ان الهجرة غير الشرعية هي السوق السوداء للإتجار بالبشر وأن هذه السوق لها آليات كثيرة منها المكاتب الوهمية لإلحاق العمالة بالخارج ووسائط الهجرة والسماسرة والفساد الإداري والجماعات والعصابات الإجرامية المنظمة ، كما ترتبط الهجرة بظاهرة الإرهاب التي تركت تداعيات سلبية على ملف الهجرة من دول جنوب المتوسط إلى أوروبا. اما الحديث عن الهجرة في الجزائر فلا يمكننا تجاهل العامل التاريخي الذي يعود الى عصر الاستعمار الفرنسي ،حيث شهدت هذه الفترة موجات هجرة و كانت اكبرها قبيل و اثناء الحرب العالمية الأولى ، كما كان للمهاجرين دور كبير في اعادة رسم العلاقة بين الدولتين و لأهمية ذلك كانت بندا اساسيا في معاهدة ايفيان حيث شملت بنودا تكرس حرية التنقل الأشخاص بين فرنسا و الجزائر ولكن سرعان ما تحولت مرحلة تشجيع الهجرة الى مرحلة وقف الهجرة التي كانت نتائجها ظهور الهجرة غير الشرعية