السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق في ظل ادارة اوباما 2008- 2016

Abstract

يثير موضوع السياسة الخارجية الأمريكية اهتمام العديد من الباحثين عبر مختلف أنحاء العالم، ذلك بسبب توجهات هذه الدولة العظمى التي تمس كل فواعل النظام الدولي، الأمر الذي يدفع الباحث للغوص في خبايا هذه السياسة لمعرفة أسباب هذا التوجه، فالسياسة الخارجية الأمريكية عملية معقدة تحتاج لتفكيك كل تفاعلاتها من أجل فهم توجهاتها نحو منطقة معينة وفي فترة محددة. لقد تم التركيز في هذه الدراسة على توجهات السياسة الأمريكية في ظل إدارة أوباما تجاه العراق، حيث عُولج هذا الموضوع في أربعة فصول، تناول الفصل الأول أهم المقاربات المفسرة للسياسة الخارجية الأمريكية، في حين تطرق الفصل الثاني لمسار صنع السياسة الخارجية الأمريكية(عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية، مبادئها، توجهاتها، وسائلها وأهدافها)، أما الفصل الثالث فقد تطرق للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق منذ نهاية الحرب الباردة إلى غاية الاحتلال سنة 2003، في حين يركز الفصل الرابع على السياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة أوباما بصفة عامة، ثم تطرق لسياسته تجاه العراق منذ توليه الحكم إلى غاية نهاية عهدته الثانية. يحتل العراق مكانة مهمة ضمن ترتيبات السياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة، حيث كان اهتمام صناع القرار الأمريكي في تزايد مستمر-بدرجات متفاوتة حسب توجه الإدارة الحاكمة- تجاه هذه المنطقة، خاصة وأن حرب الخليج الثانية أتاحت لها الفرصة للتدخل في الشؤون العراقية بكل السبل والوسائل المتاحة بغض النظر عن شرعيتها، ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر التي منحت الولايات المتحدة فرصة أخرى لتحقيق مصالحها في العراق تحت مبررات عديدة، فكانت الحرب الوقائية نتيجة نهائية للتصعيد المستمر الذي كانت تمارسه الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة، أما وبعد فشل سياسات إدارة بوش الابن في العراق عمل على جعل إستراتيجية الانسحاب ورقة رابحة للخروج من المستنقع العراقي، هذه الإستراتيجية التي انطلق منها الرئيس أوباما في تعامله مع القضية العراقية، باعتبار إدارته تبحث عن فك الارتباط بهذه الدولة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة، إلا أن ما تم التوصل إليه هو أن سياسة أوباما تجاه العراق لم تختلف كثيرا عن سابقتها، حيث عملت إدارته على تنفيذ السياسات السابقة دون البحث عن حلول جذرية للمشاكل التي كان يعاني منها العراق.