دور التيارات الاسلامية المعاصرة في العمل السياسي في الوطن العربي

Abstract

تهتم الدراسة بالتيارات الإسلامية المعاصرة وهي تلك الحركات الإسلامية الناشطة في المجال السياسي، والتي تسعى للوصول للسلطة والمشاركة في الحكم، من خلال الوسائل السلمية، وذلك بمشاركتها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، ومحاولة إيجاد موقع لها في المشهد السياسي. وقد ظهرت هذه الحركات نتيجة لمجموعة من الأسباب، من أهمها نجد فشل الأنظمة السياسية الحاكمة في تحقيق التنمية الداخلية، وبقائها تابعة وخاضعة للسيطرة الأجنبية، كما كان لسقوط الخلافة العثمانية، والظاهرة الاستعمارية، ونكبة 1967، وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية، تأثير كبير في ظهور هذه الحركات، وطرح نفسها كبديل للأنظمة السياسة القائمة، التي أثبتت محدوديتها وفشلها. وتتخذ الحركات الإسلامية من العمل السياسي، وسيلة لنشر أفكارها ومبادئها، في سبيل تحقيق أهداف سياسية، تتفاوت من حركة لأخرى، على حسب حجم وقوة تأثير هذه الحركة، فهناك حركات وصلت لحد ممارسة السلطة، مثل حركة الإخوان المصرية بعد الربيع العربي، وهناك حركات همها الوحيد هو الحصول على الترخيص لمباشرة العمل السياسي. وهذا له ارتباط أيضا بطبيعة الأنظمة السياسية السائدة في كل دولة، فهناك دول تفتح المجال السياسي أمام كل الأطياف السياسية، في حين دول أخرى تحظر الحركات الإسلامية من المشاركة السياسية. ولقد حققت الحركات الإسلامية مجموعة من الانجازات السياسية، بفضل الأسلوب والإستراتيجية المتبعة من طرفها في الحصول على التأييد الشعبي، فمعظم هذه الحركات نشأت في البداية كجمعيات دعوية وخيرية، تقدم خدمات اجتماعية للأوساط الشعبية، من خلال النشاط في المدارس والمساجد، والمستشفيات، وغيرها، ما قربها من الفئات الهشة في المجتمع.