المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ومسار الاستيطان 1991- 2016

Abstract

تنطلق الدراسة المقدّمة من استقراء تاريخي نقدي للمسار الاستيطاني وعلاقته بالمسار التفاوضي في إطار التسوية السياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي،حيث يهدف البحث إلى إبراز حدود العلاقة بين المتغيرين ومواطن التأثير والتأثر والتداخل والتباعد بينهما من خلال استقراء طبيعة كل من الإستراتيجيتين التفاوضيتين الفلسطينية والإسرائيلية وإسقاطاهما على الواقع الميداني الاستيطاني،ومدى مقدرة هذا الواقع على تجاوز القضية الاستيطانية في طريق التسوية النهائية. وتبعا لذلك،وردت إشكالية البحث المقدّم في أربع فصول بمقدمة وخاتمة،على النحو التالي: هل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بقضاياها و استراتيجياتها و أطروحاتها، قادرة على تجاوز معضلة الاستيطان للتوصل إلى تسوية؟. وهدفا للوصول للإجابة عن الإشكالية وتحقيق أهداف البحث بنيت الدراسة على مقاربة منهجية،اعتمدنا فيها على المنهج التاريخي والقانوني،والمنهج المقارن،ودراسة الحالة،ومنهج تحليل المضمون. وعليه،فقد تمت الإجابة عن إشكالية البحث من خلال إثبات الفرضية التي تدّعي أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بطبيعتها الحالية غير قادرة على تجاوز المعضلة الاستيطانية لأنها لم تصمّم لذلك ،أين تبيّن للباحث أن"اسرائيل" تسعى إلى جعل المسار التفاوضي وسيلة للتستّر عن مشروعها الاستيطاني. وعطفا على ذلك،توصلت الدراسة إلى أن الاستيطان متغيّر أساسي وجوهري من متغيّرات صراع "وجودي"وليس صراع"حدودي"،وبالتالي يصعب حلّه من خلال العملية التفاوضية،وليس الفلسطينيين من هذه العملية سوى محاولة تعظيم المكاسب وتقليل الخسائر عن طريق إعادة النظر في مرتكزات وأطر إستراتيجيتهم التفاوضية،الى حين إعادة بناء إستراتيجيتهم العامة على نحو يتماشى ويتجانس مع مختلف التغيّرات الجديدة في البيئة الداخلية والخارجية .