Please use this identifier to cite or link to this item: https://dspace.univ-alger3.dz/jspui/handle/123456789/3642
Title: توظيف الأقليات وتأثيرها على أمن استقرار الدول : الطائفية في لبنان نموذجا
Authors: خياري, لطفي
Keywords: التوظيف السياسي؛ الأقليات؛ الطائفية؛ لبنان
Issue Date: 2017
Publisher: جامعة الجزائر 3
Abstract: يُعتبر التجانس اللغوي والديني والإثني من الأمور الصعبة التحقيق لأي دولة، فهذا التنوع أدى إلى ظهور جماعات مختلفة ومتعددة داخل الدولة الواحدة، و أصبح يُطلق على بعضها صفة الأقلية، التي أخذت قوتها تزداد يومًا بعد يوم على المستويين الداخلي والدولي، وعليه أصبحت الأقليات من أهم الفواعل الرئيسية في العلاقات الدولية، ومع تعاظم أهمية الأقليات أصبحت تُشكل مأزقًا أمنيًا للدول، حتى أنَّ هذه الأخيرة لا تعرف في بعض الأحيان كيف تتعامل مع مطالبها، خاصة في ظل التوظيف السياسي الخارجي لها. و من بين تلك الأقليات تلك المتواجدة في لبنان، حيث يُعد لبنان من أكثر الدول العربية تنوعًا وتعقيدًا في تركيبته الدينية و الطائفية و الإثنية، مما جعل تاريخ لبنان السياسي و الاجتماعي مرتبطًا بهذا التنوع بحيث لا يمكن الفصل بينهما. و العلاقة بين هذه الأقليات فيما بينها تتراوح بين التعايش و التوتر و الصراع، و في أغلب الحالات كان سبب ذلك التوتر العوامل الخارجية التي كانت تتدخل في الشأن اللبناني بواسطة هذه الأقليات خدمة لمصالحها الخاصة. و هكذا أصبحت الأقليات في لبنان تمثل عاملاً للنزاع على المستويين المحلي و الإقليمي، و لفهم كل ذلك سيتم طرح إشكالية بحثية تتعلق بالموضوع، التي ستكون على النحو التالي: لماذا و كيف توظف النخب المحلية والدول الأجنبية الأقليات في لبنان و ما أثر ذلك على استقرار الدولة اللبنانية؟. و للإجابة على هذه الإشكالية تم تقسيم الأطروحة إلى أربع فصول. تضمن الفصل، الإطار المعرفي للأقلية، من خلال تقديم أهم التعاريف حول الموضوع، وبالرغم من أنَّ أغلب الأزمات التي عرفها العالم مع نهاية القرن العشرين و إلى غاية يومنا هذا كان أحد أطرافها الأقليات إلا أنّه مع ذلك لم يتم التوصل إلى تعريف موحد للأٌقلية، إلاّ أنّ أغلب التعاريف تتفق حول خصائص بعض الأقليات ومن خلال تلك الخصائص تم تصنيف الأقليات في هذه الأطروحة إلى أقليات إثنية: التي تم إدراج ضمنها الأقليات الدينية واللغوية، وثانيا: الأقليات القومية، ومن خلال دراسة هذا النوع من الأقليات تم التطرق إلى النظريات التي اهتمت بنشأة الأمة: النظرية الألمانية، النظرية الفرنسية، النظرية الدينية و أخيرًا النظرية الماركسية. كما تم من خلال هذا الفصل محاولة تفسير ظاهرة الأقلية، من أجل فهم إن كانت هذه الظاهرة طبيعية أم مصطنعة؟ وللإجابة على السؤال الأخير تم التطرق إلى أهم النظريات التي فسرّت الظاهرة الهوّياتية و من خلالها الأقلية، و بين تلك النظريات: النظرية الليبرالية و الواقعية، حيث تنظر كل منهما إلى العلاقات الدولية بمنطق التقدم المطرد، المتجاوز الانتماءات الأولية للفرد (العرق، القبيلة، اللغة، الدين...إلخ)، و اعتبرت هذه النظريات أن البشرية تتجه دائما في مسارات تقدمية متجاوزة الهوية المحلية، وهو ما ظهر في أبحاث ماكس فيبر Max WEBER الذي اعتبر الظواهر الطبيعية مثل القومية والعرقية تتنازل في الأهمية وفي نهاية تزول نتيجة الحداثة، التصنيع و الفردانية. كما تم التطرق إلى النظرية الماركسية، فيعتقد الماركسيون أنَّ الانتماء الطبقي هو الانتماء الأساسي و الجوهري للأفراد و أنَّ ما يميّز جميع المجتمعات السياسية منذ فترة العبودية هو الصراع الطبقي بين الطبقة التي تملك وسائل الإنتاج و تلك التي تعمل و لا تملك وسائل الإنتاج، و هكذا يظهر أنَّ الماركسية ربطت فكرة الدولة و القومية رباطًا أحاديًا و هذا بربطها بالصراع الطبقي، و على هذا الأساس اعتبرت الماركسية كل انتماء لا يرتبط بالانتماء الطبقي انتماءً زائفًا أو كاذبًا لأنّه يعبّر عن استلاب فرضته المؤسسات الإيديولوجية المسيطِرة التي تعتبر أداة في يد الطبقة المسيطِرة بما في ذلك فكرة القومية، إذ يعتبر (ماركس) أنَّ القومية هي نتيجة سيطرة الملكية الخاصة، و هي من أحد الأسلحة الرئيسية التي استخدمتها البرجوازية في النضال من أجل السلطة. و في الفصل الثاني، تم التطرق إلى أهم السياسات التي تبنتها الدول، خاصة الأوروبية منها بعد الحروب الدينية التي شاهدتها القارة الأوروبية وصولا إلى مؤتمر واستفاليا، الذي تشكلت على إثره الدول القومية الأوروبية، التي حاولت تحقيق التجانس الثقافي والتعامل مع مواطنيها على أنَّهم وحدة سياسية، و من أهم النظريات التي دافعت عن فكرة تجانس الدولة القومية النظرية الليبرالية التي اهتمت بالفرد و بحقوقه الفردية دون أن تميز بين المواطنين في الدولة على أساس اختلافاهم الثقافي و الديني...إلخ، حيث تقوم على فكرة الاستيعاب الثقافي، باعتبار أنّها لا تعترف بحقوق الأقليات. و لقد ساد الاعتقاد أنَّ التحديث وانتشار الليبرالية و الثقافة الديمقراطية سيُسهل من عملية الاستيعاب وتحقيق الاندماج الوطني، إلا أنَّ ذلك لم يتحقق دائمًا على صعيد الواقع، إذ هناك بعض الأقليات تتشبث بخصوصياتها، و يعود ذلك لعدة أسباب منها أنَّ السياسات الاستيعابية للدولة القومية أدت إلى شعور الأقليات بالظلم والحرمان، و حال ذلك من شعورهم بالحس والانتماء الوطني، وزاد من تمسكهم بخصوصياتهم الثقافية وشعورهم بالاختلاف عن الأغلبية. كما تم التطرق في هذا الفصل إلى الأساليب التي تنتهجها الدول بهدف توظيف الأقليات في دول أخرى بهدف خدمة مصالحها الخاصة، ومن أجل فهم ظاهرة التوظيف السياسي، تم التطرق إلى دراسات Abner COHEN وابن خلدون، و DE GOBINEAU و دراسات Pierre VAN DEN BERGHE و Edward SHILS و كذلك أبحاث Clifford GEERTZ. و في نهاية الفصل تم التطرق إلى الأساليب التي يمكن من خلالها تجاوز مخاطر الأقليات على أمن و استقرار الدول، و من بين تلك الحلول: الاعتراف بحق التعددية الثقافية بحيث تكون بديل لفكرة الاستيعاب الليبرالية قائمة على فكرة مزج جميع الثقافات في بوتقة واحدة من الثقافات لكي تنبثق منه ثقافة واحدة جديدة، وهذه الثقافة عند الليبراليين هي الوحيدة التي يمكنها أن تقضي نهائيا على الصراعات بين مختلف الأقليات
Description: 517ص.
URI: https://dspace.univ-alger3.dz/jspui/handle/123456789/3642
Appears in Collections:دكتوراه العلوم السياسية والعلاقات الدولية

Files in This Item:
File SizeFormat 
د.680.320.pdf15.16 MBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.