دور المجتمع المدني في تفعيل أداء النظام السياسي في الجزائر 1989- 2010

Abstract

لقد ظل المجتمع المدني و لعقود طويلة حبيس رهان الفكر الغربي الذي أسس لمنطلقاته الفكرية، و دعائم الممارسة وفق مبادئ الفعل الحر الذي أتت به الفلسفة الغربية ،و أصبح بذلك المجتمع المدني مرتبطا أساسا بالخبرة السياسية للدول الرأسمالية التي استندت إلى الديمقراطية الليبرالية على المستوى السياسي ،فقد جاء المجتمع المدني في الغرب نتيجة صيرورة عميقة ،فله قواعده و نسقه ، فالمجتمع المدني يعني بشكل مباشر اعترافا بالتمايز بين المجتمع و الدولة ،و يعني اعترافا بالفرد كمواطن ،كما يعني اعترافا بالفروق و التمايزات بين الجماعات المكونة ،فالمدنية يجب أن تكون الأساس لكل أبنية النسق الاجتماعي ،و استقراءا لعملية التشابك التي صاحبت المفهوم نجد ذلك التنوع الهائل في أشكال المجتمع المدني، و المعتقدات الفلسفية و الاجتماعية و الثقافية المختلفة التي ينطوي عليها ، و بغض النظر عن الأدوار التي لعبها الاستعمار في خلق كيانات شبيهة بتلك المتعارف عليها في الغرب ،إلا انه من المؤكد أن أقطار ما بعد الاستقلال تتمثل في جهاز الدولة بنظمه الإدارية و القانونية و شبكة علاقاته المتعددة ،إن عملية تفكيك مكونات المجتمع التقليدي لم يصاحبها إعادة تأسيس منظومة مجتمع مدني متطورة، شبيهة لما عرفه الغرب لاعتبارات سياسية و اجتماعية فرضتها الأوضاع التي عاشتها العديد من الأقطار العربية ،تتمحور أساسا حول هشاشة الدولة،و تجسيدا لحقيقة المجتمع المدني الباهتة و أهم ما يؤزم هذا الوضع خاصيته المرتبطة بالحقل الثقافي،فقد فرض تعاظم أهمية مفهوم المجتمع المدني ،و تزايد نفوذه إلى الحد الذي تقاس به عملية التحول الديمقراطي و ديناميته ،و التساؤل عن موقع تجربتنا من عملية التحول التي تمثل الآن اتجاها عالمي.و أيضا عن إمكانيات أن يقود المجتمع المدني بحالته الراهنة عملية التحول الديمقراطي على اعتبار أن تطور مؤسسات المجتمع المدني يعد شرطا لتحقيق الدمقراطية المنشودة.