عولمة القيم وقضايا المرأة في الخطاب الاصلاحي المعاصر

Abstract

تشكل العولمة تحديا كبيرا بالنسبة للعالم العربي الإسلامي، الذي عرفت أوضاعه تدنيا في مرحلة سابقة على وعيه بذلك، ثم اصطدامه بالنموذج الغربي للنهضة والمتجه نحو مزيد من الضغط والفرض تاليا، وكانت مسألة المرأة من الإشكاليات والموضوعات التي عبرت عن تدني الأوضاع، وعن واقع الإهمال لحقيقة النص الشرعي فيما يخص المرأة، ثم عن إحدى المداخل للهيمنة والتغلغل الغربي. كان على الخطاب الإصلاحي المعاصر التعامل مع هذا السياق التاريخي العام، كخطاب يحمل مشروع حضاري للإصلاح الاجتماعي والسياسي، يتضمن بعدا يتعلق بالمرأة، ومن ثم كان هدف الدراسة البحث عن تأثير عولمة القيم الخاصة بقضايا المرأة على صياغة وبلورة هذا الخطاب تجاهها، من خلال تحليل نقدي للعولمة وتجلياتها ومن ثم طروحاتها حول قضايا المرأة وآليات تعميمها ونمذجتها وطرحها لقيم الحرية والمساواة والمنفعة.. بمفهوم وصياغة غربية تماما؛ وكيفية تأثير ومدى هذا التأثير على المثال التونسي المعبر عن شق واقعي حول المرأة التونسية وشق خطابي متمثلا في حركة النهضة. ومن خلال الدراسة توصلنا الى تحديد التأثير المزدوج لعولمة قضايا المرأة من خلال تأثيرها على النخبة الحاكمة في تونس بتبنيها للرؤية التغريبية في التحديث، ومحاولة تشكيلها لواقع المرأة ومركزها القانوني؛ مما جعل ذلك حدودا لخطاب الحركة تعذر عليه تجاوزها دون ان يغامر ببقائه كقوة سياسية أساسية، لهذا يتوقع توجه الخطاب الى تفادي الصدامات وتقديم التنازلات المرحلية في إطار قراءات وتأويلات أكثر "انفتاحا" على الرؤية الغربية، للنص الشرعي، كما يتوقع احتلال مسألة المرأة أولوية ثانوية، أمام ضغط القضايا الاقتصادية والاجتماعية.