مساهمة أنشطة اللعب في تنمية القدرات الإدراكية الحسية الحركية لأطفال ما قبل المدرسي (4-5) سنوات .

Abstract

يعتبر اللعب من الانشطة والحركات الجد هامة والمناسبة لتحقيق النمو الكامل للطفل من جميع الجوانب (النفسية ، الاجتماعية ، البدنية ... وغيرها).والطفل يقوم ببناء حياته على اللعب اذ يعتبر شغله الشاغل وهو عنصر اساسي لبلوغ الطفل وتحقيق احتياجاته وإشباع رغباته والعمل على اتقان مجموعة من المهارات الحركية( الركض، التسلق ، القفز ....غيرها). وأيضا ادراك محيطه الخارجي واكتساب العديد من المعلومات والحقائق عن كل ما يدور حوله منه تكوين كائن متزن ومؤدب يستطيع تكوين علاقات سليمة عندما يصبح راشدا. والشيء المهم في مرحلة الطفولة هو كيف انه بإمكاننا توجيه هذا اللعب كمختصين و مربيين في الميدان للوصول الى اللعب كوسيلة للترفيه والتعليم في نفس الوقت ومنه تحقيق قدرات حسية - حركية في حياته ، وهذا ما حاولت دراسته من خلال البحث الذي تكمن اهميته بحسب متغيراته : أنشطة اللعب التي تعتبر من أهم المواضيع التي لقيت اهتماما بالغا في السنوات الأخيرة من طرف المهتمين بهذا المجال ، والقدرات الحسية الحركية التي تعتبر من أهم الوسائط الإدراكية التي تستقبل المثيرات وتنقلها إلى المراكز العقلية العليا لتفسيرها( بصرية ، سمعية ، لمسية ، الاتزان...الخ). و كما يكمن هدف البحث في إبراز أهمية هذه الأنشطة في تنمية القدرات الإدراكية الحسية الحركية لأطفال ما قبل المدرسي. واستجابة وطبيعة مشكلة البحث ، فان المنهج المتبع به اثناء البحث هو المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التجريبي ، حيث تكونت عينة البحث من 15 مديرة وكانت طريقة الاختيار بطريقة قصدية و تم استعمال المقابلة كأداة لجمع البيانات ، اما بالنسبة للمربيات على مستوى الروضة فقد تم اختيار 4 مربيات من كل روضة بالرغم من اختلاف سن الاطفال المشرفن عليهم ، منه فان العدد الاجمالي كان 60 وكذلك تم بطريقة قصدية ، استعملت الاستبيان كطريقة لجمع البيانات ، اما بالنسبة للأطفال فقد تم اختار روضتين بطريقة قصدية وهذا لتوفر شروط و متطلبات البحث بحيث توفرت كل روضة على 30 الى 33 طفل الذين يتراوح سنهم بين 4-5 سنوات لكل روضة ، مقسمين الى فوجين 15/17 تقريبا ، فكانت عينة البحث اخذ كل فوج من كل روضة 15 طفل كعينة ضابطة و 15 طفل كعينة تجريبية ، ليكون العدد الاجمالي للأطفال 60 طفل (30 عينة ضابطة ، و 30 عينة تجريبية) من كل روضة ، وكطريقة لجمع البيانات تم تطبيق مقياس دايتون للإدراك الحسي الحركي في اختبارين قبلي و بعدي ، واقتراح 20 وحدة تعليمية تقدم في الصباح مرة واحدة في الاسبوع لكل روضة .ومن خلال المعالجة الاحصائية لبيانات البحث قد توصلت الباحثة الى العديد من النتائج و هي أنه لا يوجد مربيين مكونين و مختصين لتطبيق هذه الأنشطة (اللعب) لتنمية القدرات الإدراكية الحسية الحركية لأطفال ما قبل المدرسي داخل الروضات ، كما انه لا يوجد موضوع اثناء القيام بالدورات التكوينية حول طريقة تقديم انشطة اللعب داخل الروضة . توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي و البعدي فيما يخص تنمية القدرات الإدراكية الحسية الحركية لأطفال ما قبل المدرسي لصالح( العينة التجريبية). توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين العينة الضابطة والعينة التجريبية لصالح العينة التجريبية،و كأخر نقطة فان أنشطة اللعب تساهم في تنمية بعض القدرات الإدراكية الحسية الحركية لأطفال ما قبل المدرسي . ومن اهم التوصيات التي تم ذكرها في البحث هي : - فيما يخص طريقة اللعب المقترحة للأطفال داخل الروضة يجب توفير مساحات واسعة للطفل ليتمكن من التعبير عن أحاسيسه ومشاعره ، تحتوي هذه المساحات على وسائل بيداغوجية تساعد الأطفال على الإبداع والابتكار وتحسين قدراته الإدراكية الحسية الحركية وإعطاء اهتمام للمربيين داخل الروضة ومنحهم فرصة القيام بتربصات ودورات تكوينية فيما يخص هذه المرحلة العمرية ( لمعرفة احتياجات الأطفال وميولهم ...الخ)، ومعرفة أهمية استعمال اللعب كوسيلة للترفيه و التعلم وتنمية قدرات الطفل (الادراكية وغيرها ) وإكسابه معارف مختلفة ومتنوعة .