أليات تطوير قطاع السياحة في الجزائر 2000-2010

Abstract

إجتهدنا في دراستنا حول إعطاء صورة واضحة لواقع القطاع السياحي الجزائري، ومن خلال إبراز المكانة التي أعطيت لهذا القطاع في إطار الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، على ضوء البرامج الإستثمارية المخططة لها والمنفذة، وعليه يمكن القول بأنها لا تحتل صدارة الترتيب في أولويات الحكومة، رغم كل ما تزخر به الجزائر من مقومات طبيعية وبشرية أو حتى مادية، ولكن يجب أن نعي بأن خيار السياحة في الجزائر ضرورة حتمية أكيدة، رغم كل ما تملكه من ثروات نفطية، يزعم بأنها كافية لتحقيق التنمية المستديمة، إلا أن تفعيل هذا الهدف الإقتصادي، لا يتحقق بالإعتماد على مورد واحد، بل هو مرتبط بالتكافل بين أكثر من مصدر سواءا صناعي أو زراعي أو سياحي وغيرها من الموارد الهامة، إن أهم محور يعيق المسار السياحي في الجزائر منذ سنوات الإستقلال الى يومنا هذا، هو عدم الوعي سواء على مستوى الفرد المواطن أو على مستوى المسؤولين للدولة، أما على مستوى الفرد فنجد المواطن الجزائري لا يساهم تماما في السياحة، وهذا يعتبر أكبر عائق للمجتمع السياحي، فهم يعتبرون القائم على تقديم الخدمات المباشرة والغير مباشرة للسائح، من إقامة، وأطعمة ومشروبات وغيرها، وتعتبر هذه الفئات من العمالة أي المورد البشري أحد أهم عناصر المزيج التسويقي السياحي، ويلقى هذا العنصر أهمية كبيرة في النشاط السياحي لكونه الخط الأمامي، المستقبل للسائح ضمن إطار العملية السياحية، وبالتالي فإن السائح يتأثر بشكل مباشر بالمحيط الإجتماعي للبلد المضيف بأدائهم الجيد وإستقبالهم الحسن، فإذا كانوا على المستوى المطلوب في أداء مهمتهم فإن ذلك بالطبع سيؤثر على الحركة السياحية بالإيجاب، أما على المستوى الحكومي يتجلى عدم الوعي السياحي من خلال عدم إبراز وتفعيل النية الحقيقية للنهوض بالقطاع السياحي، وهذا ليس بالمخططات والقوانين فقط فكل ماسبق من سنوات في مجال السياحة الجزائري تبين أن أكبر عائق للسياحة عدم تفعيل الأهداف المسطرة، نظرا لعدم الوعي بمدى أهمية النشاط السياحي كمورد مجدد للطاقة في الجزائر، ففي العالم الحديث تعتبر قضية التنمية السياحية عند الكثير من الدول، أهم القضايا المعاصرة، كونها تهدف إلى الإسهام في زيادة الدخل الفردي الحقيقي، وبالتالي تعتبر أحد الروافد الرئيسية للدخل القومي، وكذلك بما تتضمنه من تنمية حضارية شاملة لكافة المقومات الطبيعية والإنسانية والمادية. ومن هنا تكون التنمية السياحية وسيلة للتنمية الإقتصادية، من خلال معالجة الإختلالات كالتضخم والبطالة وغيرها، كما أنه أداة جذب للإستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية، فلو حللنا القطاع السياحي الجزائري على ضوء الإستثمارات المخططة، والمنفذة.