العلاقة بين الهيكلة والاستراتيجية من خلال مقاربة الموارد والكفاءات

Abstract

تهدف هذه الرسالة إلى تحليل العلاقة الارتباطية بين هيكلة المؤسسة وإستراتيجيتها من خلال تقييم مختلف المقاربات النظرية ذات الصلة، والتركيز على الإضافات التي يمكن الوصول إليها من خلال تحليل العلاقة بين الهيكلة والإستراتيجية ضمن مقاربة مناجيرية أخرى غير المقاربة الموقفية ألا وهي مقاربة الموارد والكفاءات والمقاربة الإدراكية. من أجل الإجابة عن الإشكالية المطروحة وصياغة الفرضيات، حللنا من خلال الإطار النظري خمس مقاربات رئيسية، بدءا بتحليل الجدلية بين المقاربة الحتمية والمقاربة الإرادية لتفسير العلاقة بين المؤسسة وبيئتها، ثم تحليل العلاقة هيكلة - إستراتيجية من خلال المقاربة الموقفية؛ من خلال تحليل ثلاث أطروحات فكرية؛ أولا: أعمال Chandler، والتي توصلت إلى أن الإستراتيجية تشكل الهيكلة، ثانيا: أعمال "Post - Chandleriene" التي تفسر أن الهيكلة هي المحددة للإستراتيجية، ثالثا: الأعمال التي تنفي فكرة المتغيرة المستقلة والمتغيرة التابعة؛ وتؤكد على تحليل التفاعل بين الإستراتيجية والهيكلة من أجل تطوير أداء المؤسسات. وبعدها الانتقال إلى تحليل تلك العلاقة من خلال مقاربة الموارد والكفاءات بالتركيز على دور الاستراتيجيات التنافسية والإستراتيجية الهجينة والقدرات الداخلية للمؤسسة، ومن أجل تجاوز العجز في بعض جوانب التحليل المبني على مقاربة الموارد والكفاءات في تحليل العلاقة بين الهيكلة والإستراتيجية؛ تم توسيع مجال التحليل بإقحام المقاربة الإدراكية، بإبراز دور العوامل الإدراكية للأفراد في تطوير المؤسسة تنظيميا و استراتيجيا. ويعود اختيارنا لقطاع الصناعات الغذائية كميدان للبحث؛ إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا القطاع في تطوير الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى الإمكانيات والموارد التي يحوزها، وكذلك المساحة السوقية التي تستهدفها مخرجاته. وقد وقع اختيارنا على مؤسسة حمود بوعلام لصناعة المشروبات، كحالة مناسبة لدراستنا لعدة أسباب، من أهمها أنها مؤسسة عريقة (أكثر من 140 سنة من الوجود)، بمنافسين مشهورين عالميا، وهو ما يساعد على تحليل الإشكالية المقترحة، والتي تحتاج إلى دراسة في مجال زمني طويل نسبيا "2018-1999". ومن أجل ربط الإشكالية النظرية بالمؤسسات الجزائرية جاءت الدراسة التطبيقية بهدف تحليل الممارسات التنظيمية والإستراتيجية في مؤسسة حمود بوعلام، واختبار مدى إلمام المسيرين بهذه المؤسسة بتلك الإسهامات التي جاءت بها المقاربات التي حللناها في الجزء النظري، وانعكاس ذلك على ممارساتهم الميدانية، ومعالجة المشاكل التي تواجهها مؤسستهم، وقد أظهرت نتائج البحث إلى ضرورة زيادة وعي مديري المؤسسات الجزائرية بضرورة الاستعانة بمنهجية شاملة ومتوازنة في معالجة وتحليل العلاقات بين المتغيرات الإستراتيجية والتنظيمية، والاستفادة من التفاعل بين تلك المتغيرات لخلق بيئة مواتية تحقيقا للأداء الذي يضمن لمؤسساتهم اكتساب مزايا تنافسية متعددة ومتجددة.