الطاقات الحديثة والمتجددة ودورها في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة في الجزائر آفاق 2035

Abstract

يعد التحول الطاقوي العالمي؛ في الوقت الراهن؛ نحو بدائل قادرة على مجابهة الطلب المتزايد على الطاقة دون أن يشكل ذلك تهديدات على البيئة، إحدى القضايا المستجدة التي تتخذ من الطاقات المتجددة الحل الأمثل لها، لما تتميز به هذه المصادر المستمدة إما من: الشمس، الأرض، الرياح وغيرها، من نقاوة وديمومة وتوفير قدرات هائلة من الطاقة الكهربائية والحرارية القادرة على تزويد سكان الكرة الأرضية بمجملها، الأمر الذي يجعل اتخاذ إستراتيجية فعالة لتطوير هذه الطاقات، حتمية لكل دولة من اجل الوصول إلى تحقيق تنمية مستدامة بأبعادها الثلاثة: (البيئية، الاجتماعية، الاقتصادية). وعليه تهدف هذه الورقة البحثية إلى تحليل واقع قطاع الطاقات المتجددة في الجزائر خدمة لأبعاد التنمية المستدامة مع استشراف أهم الإسهامات الممكنة لهذه المصادر في تحقيق بالتالي التنمية الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية في البلاد بحلول عام 2035. ومن هذا المنطلق توصلت هذه الدراسة التحليلية الاستشرافية إلى استخلاص انه على الرغم من الإمكانات الطاقوية الجد الهائلة التي تحظى بها البلاد من الطاقات المتجددة، تبقي القدرات المطورة من هذه الأخيرة جد محتشمة لا تتعدى 411 ميجاوات تتمثل أغلبيتها الساحقة في مشاريع من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وذلك نظرا للافتقار إلى العديد من الوسائل والموارد التقنية، المالية، التسييرية وحتى البشرية الكفء في المجال، إضافة إلى غياب لإستراتيجية واضحة المعالم متبوعة بأدوات لتقييمها ومتابعة تنفيذها واهم من كل ذلك تحلي البلاد على إرادة سياسية حقيقية لجعل من البرامج الخاصة بهذه الطاقات، مشاريع مجسدة وناجحة على ارض الواقع. بغض النظر عن كل هذه العراقيل استطاعت القدرات المركبة الموضوعة من هذه الطاقات من حل جزء -ولو انه بسيط في حد ذاته، من المشاكل الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية، مما يعطى الأمل نحو تحقيق هذه الأخيرة آثار جد ايجابية على أهداف معينة من أبعاد التنمية المستدامة في الجزائر خاصة مع تبني برنامج جديد واعد بخصوص هذا الشأن، الذي يرمي إلى الوصول إلى حوالي 16 جيجا وات من الطاقات المستدامة لأفاق 2035.