التأثيرات الاقتصادية للأزمات المالية على الأسواق المالية العربية : دراسة الأزمة المالية العالمية لسنة 2008

Abstract

شهد الاقتصاد العالمي بصفة عامّة والأسواق المالية والدّولية بصفة خاصة سلسلة متواصلة من الأزمات فرضتها صدمات التطورات الاقتصادية والسياسية الدّولية، وتكمن الأسباب الرئيسية لهذه الأزمات في طبيعة النظام الرأسمالي العالمي القائم على الربحية، الملكية المطلقة والحرية الكاملة لقوى السوق دون تدخل الدولة، والتطورات الهائلة لنشاط الأسواق النقدية والمالية والمنظمات الدولية. و تعد الأزمة المالية لسنة 2008 أصعب و أقوى الأزمات منذ أزمة الكساد الكبير عام 1929، نجمت عن الإفراط في استخدام الابتكارات المالية ( المشتقات المالية و آليات توريق الدّيون) للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب ممّا أدى إلى صعوبة تحديد مخاطر التعامل بهذه الأدوات، بدأت الشرارة الأولى لهذه الأزمة في انفجار أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية و سرعان ما انتشرت العدوى إلى المؤسسات المالية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بقطاع العقار و إلى قطاعات واسعة في الاقتصاد الأمريكي و منه إلى الأسواق المالية في العديد من اقتصاديات العالم . و بما أن الدّول العربية جزءا من المنظومة الاقتصادية العالمية فمن الطبيعي أن تتأثر أسواقها المالية بتداعيات الأزمة ، و هذا ما أردنا إيضاحه في دراستنا التي اهتمت بدراسة حجم الأثر الذي تركته الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 على الأسواق المالية العربية و واقع هذه الأسواق في ظل والظروف الاقتصادية التي عرفها الاقتصاد العالمي بعد الأزمة ، فتوصلنا إلى أن الأسواق المالية العربية شهدت تراجعا في أدائها مع تفاقم حدّة الأزمة حيث انخفض المؤشر المركب لصندوق النقد العربي بنسبة 49,44% عام 2008، أما على المستوى الفردي فإنها تأثرت بحسب درجة ارتباطها وانفتاحها على الأسواق المالية العالمية. ووجدنا أيضا أن الأسواق المالية العربية عوّضت جزءا مهما من خسائرها ابتداء من عام 2009 ممّا عكس التعافي النسبي لمؤشراتها ، إلا أنه بتتبع تطور مؤشرات هذه الأسواق منفردة في الفترة الممتدة من 2009 إلى 2016 نجد أن بعض الأسواق تعافت نسبيا لكن لم تستطع مؤشراتها الوصول إلى مستويات ما قبل الأزمة و بعضها وصلوا إلى مستويات أعلى مما كانت عليه قبل الأزمة .كما استنتجنا أن الأسواق المالية العربية تتأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية الإقليمية والعالمية بحيث تراجعت بعض مؤشراتها سنة 2011 نتيجة تأثرها بالاضطرابات وحالة عدم الاستقرار التي شهدتها الدّول العربية وأزمة الدّيون السيادية في منطقة الأورو، كما انخفضت عام 2015 بسبب تأثرها بالأزمة النفطية. الكلمات المفتاحية: الأزمات المالية، الأسواق المالية العربية، الأزمة المالية العالمية 2008، مؤشرات الأسواق المالية، المشتقات المالية، التوريق، أزمة الرّهن العقاري.